في ذكرى الثورة العرابية.. لماذا لم يطلق الخديوي توفيق النار على أحمد عرابي؟
اندلعت في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر من العام 1881، أحداث الثورة العرابية، والتي اتفق فيها أحمد عرابي مع قادة الجيش المصري على تنظيم مظاهرة عسكرية، تذهب إلى سراي عابدين، وتضع قائمة طلبات أمام الخديوي توفيق، منها زيادة عدد أفراد الجيش، إسقاط الوزارة، وتشكيل مجلس نيابي.
في صباح التاسع من سبتمبر، احتشدت تشكيلات الجيش، وتجمع حولهم الناس بميدان عابدين، وذهبوا في مُقدمتهم أحمد عرابي إلى سراي عابدين، ليخرج عليهم الخديوي توفيق وسط حرسه الخاص ومعه المستر كوكسن قنصل إنجلترا، وعرابي على حصانه، مُشهرًا سيفه، واقفًا في مُواجهة الخديوي بكل قوة وهيبة، ُممثلًا عن الشعب ومتحدثًا بلسانه.
نادى الخديوي توفيق على عرابي، فحضر إليه على حصانه مُشهرًا السيف، وخلفه 30 من قادة الجيش، جميعهم مُشهرين سيوفهم، وعند اقترابه، طلب منه الخديوي أن يترجل ويغمد السيف، ففعل عرابي، ونزل من على حصانه وأدى التحية العسكرية للخديوي، وكان أحمد عرابي قد ذكر في مذكراته، أن كوكسن القنصل البريطاني أشار على توفيق إلى أن يُشهر مسدسه في تلك اللحظة، ويطلق النار على أحمد عرابي، لكن توفيق رفض وقال له: أفلا تنظر إلى من حولنا من العسكر؟، فكيف يُمكن أن يقتل عرابي وسط جنوده وضباطه؟.
حوار الخديوي توفيق مع أحمد عرابي
أمر الخديوي توفيق عرابي والمرافقين له بأن يعودوا إلى بلوكاتهم العسكرية، فلما لم يجد منهم أي استجابة، قال لـ أحمد عرابي: ما هي أسباب حضورك بالجيش إلى هنا؟، فقال عرابي: جئنا لنعرض عليك طلبات الجيش والأمة وهي طلبات عادلة، فسأله الخديوي عن تلك الطلبات، فرد عرابي: الطلبات هي استقالة رياض باشا، تشكيل مجلس النواب، وزيادة عدد أفراد الجيش إلى العدد المعين في الفرمانات السلطانية.
رد الخديوي توفيق باستعلاء، أن هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا خديوي البلاد، أفعل بها ما أريد.. ليرد عليه أحمد عرابي الفلاح الشرقاوي: ونحن لسنا عبيدًا، لقد خلقنا الله أحرارًا، ولن نورث بعد اليوم، ولما أيقن الخديوي بعد ذلك بأنه لا قُوة له أمام تلك الحشود الغاضبة، وأنه لا يملك عليهم الكلمة، ولا يستطيع مماطلة عرابي الغاضب وجموعه، فاستجاب لمطالب أحمد عرابي، وحقق له ما يريد في ذلك الوقت.