من دفاتر الفلاحين │ رحلة كفاح أم عمرو.. 10 ساعات متواصلة بين حبات الليمون لأجل تربية أبنائها
لم يترك الزمان أم عمرو في حالها، فبعدما رسم على ملامحها معالم الشقاء والتعب وترك بصمته على جبينها؛ لم يرحمها وتركها وحيدة بين آلامها وأحزانها غارقة في الديون؛ حتى أصبحت الرجل والمرأة في آن واحد لتفتش عن رزقها وقوت فتياتها بين حبات الليمون الصفراء.
رحلة كفاح أم عمرو
تستيقظ من النوم مع الساعات الأولى من الصباح، لتستمر سلسلة رحلة الكفاح اليومية من خلال قيامها بدورها كزوجة وعاملة؛ تبدأ بترتيب المنزل وغسيل الأطباق وتحضير الطعام؛ بعدها تخلع جلباب المنزل وترتدي جلباب العمل وتنطلق مُسرعة لتجمع قوت يومها.
تسير «أم عمرو» في الشمس لمدة 15 دقيقة كاملة في ظل ارتفاع درجات الحرارة؛ لتصل إلى محطة الذهب الأصفر -الليمون- لُتمارس عملها "كمشرفة" من خلال الإتصال بالفتيات وتوجيهن وتعليمهن كيفية تعبئة الليمون بالطريقة الصحيحة.
تعبئة 300 كيلو ليمون مقابل 110 جنيه
تجلس «أم عمرو» 10 ساعات متواصلة تتوسط أجبال من الليمون الأصفر تجمع فيه وتقوم بتعبئة قرابة 300 كيلو يوميًا وسط الفتيات للحصول على 110 جنيه يوميًا لسد احتياجات المنزل، فهي أم لأربع فتيات على وشك الزواج ويحتجن إلى جهاز العرائس.
وتقول أم عمرو لـا«لقاهرة 24» زوجي مريض ويعمل باليومية فهو زبون دائم للمستشفيات والأطباء لأنه يعاني من الحساسية وأمراض الصدر وأحيانًا يعمل في مهن مختلفة ويتقاضى أجرًا 110 جنيهًا.
الثقة والإيمان بالله
وبنفس راضية تقبل أم عمرو هذا الوضع من أجل فتياتها، محاولةً منها في توفير حياة كريمة لهن، ليرفعن رأسهن وسط زملائهن؛ خصوصًا أنهن أحيانًا يساعدونها في النزول إلى العمل لتغطية مصاريف المنزل.
على مدار 7 سنوات تعيش السيدة الأربعينية ذلك الروتين، ورغم ظروف الحياة القاسية، وارتفاع الأسعار، لكن ترى أن الله يُسخر لها رزقها، وتدرك جيدًا أن الله بجوارها، في كل خطوة تخطوها.