كيف أسهم محمود العربي في تحسين العلاقات المصرية اليابانية؟.. السر في مستر أندوا
الحاج محمود العربي رئيس مجلس إدارة مجموعة العربي، هو الرجل الأبرز في توطيد العلاقات الاقتصادية المصرية اليابان وهو الرجل الذي بدأ في بناء نفسه بنفسه كرجل عصامي أسس مجموعة شركات العربي عام 1964، التي تمتلك عدة توكيلات في مصر على رأسها شارب، وتوشيبا، وسيكو وسوني وغيرها.
حكاية السفر لليابان
زار محمود العربي الذي رحل عن دنيانا مساء اليوم اليابان في عام 1975، ورأى مصانع شركة توشيبا التي حصل على توكيلها، فطلب منهم إنشاء مصنع في مصر، وكان لديه أرض في طريق مصر-إسكندرية الزراعي، زارها خبراء من اليابان وأقروا بصلاحيتها، بعدها تم إنشاء أول مصنع للشركة في مصر والقصة بدأت من خلال، وكما يحكي هو بنفسه في كتابه سر حياتي، أنه تعرف على شاب يدعى اندوا وكان يدرس اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، وكان يجلس معه بالدكان كما يروي محمود العربي وكان في ذلك الوقت تأتي البضاعة له من دولة ليبيا مثل التلفزيونات والمراوح والمسجلات والراديوهات وكثير من الأصناف، وهى المنتجات التي كان يربح منها كثير في ظل تلك الفترة التي كان يطلق عليها عصر الانفتاح في عهد الرئيس السابق أنور السادات.
كان الشاب الياباني أندوا خلال جلوسه بمحلات محمود العربي يصور كل شيء ويرسله لشركته توشيبا لملاحظة إقبال الزبائن على المنتجات اليابانية وأرسلوا بالفعل بناء على طلب أندوا 3 موظفين اكتشفوا إن أساس العمل يقوم على بيع الأدوات المكتبية والكراسات فرفضوا وقالوا ليس هذا هو الشخص المناسب لإعطائه منتجاتنا، لكن مستر أندوا كان يثق ويؤمن بشدة بمهارات محمود العربي وأصر على منحه توكيل شركة توشيبا وبعد ذلك قام بدعوته لدولة اليابان لكن محمود العربي لاحظ أن ما يقوم به هو مجرد بيع وتجارة والرجل كان طموحه أكبر من ذلك لقد كانت عينه على الصناعة وقال: إيه اللى أنا باعمله ده؟ باستورد شوية بضاعة وأبيعها.. هى دى الوطنية طيب ليه منعملش مصنع؟.
من هنا بدأ محمود العربي مشواره مع التصنيع، وعرض بالفعل على اليابانانين إنشاء مصنع داخل مصر لكنهم قالوا له أنت مازالت تحت التجربة ولا تتعجل وتزامن ذلك مع شرائه لثلاثة فدادين على طريق مصر إسكندرية الزراعي في بنها ليلتقي بعد ذلك بالخبير الياباني الآخر الذي كان له دورا كبيرا في مساعدته لاستكمال مشواره في عالم الصناعة، والذي نصحه وأعطاه الدرس الأول في الصناعة، حيث أن محمود العربي بعد شرائه الأرض قام ببناء المباني والمسلحات في حين شركة توشيبا عندما بدأت وضعت ماكيناتها في عشة صفيح.
وفي الوقت الذي لم تكن هناك داخل مصر أي مصانع أو شركات أجنبية بدأ محمود العربي بالفعل في تأسيس مصنعه الأول وفي عام 1982 تم بناء مجمع صناعي في بنها، وعلى مدار العقود التالية زادت شراكاته مع شركات يابانية تصنع الأجهزة الإلكترونية، وتملك مجموعة العربي حاليا 16 شركة و26 منشأة صناعية ومستشفيين، ويعمل بالمجموعة نحو 40 ألف شخص.
وحصل محمود العربي على أرفع وسام ياباني وسام الشمس المشرقة من الإمبراطور الياباني أكيهيتو في مايو 2009؛ لدوره في دعم وتحسين العلاقات الاقتصادية المصرية اليابانية.