ذكا الأعور | هل نجح آخر والٍ عباسي في التصدي للفاطميين؟
ذكا الأعور، هو الوالي العباسي الأخير الذي نزل بمصر، أُرسل في عهد الخليفة المقتدر، ومعه جيش من أجل دعم الحامية الموجودة بمصر، للتصدي للفاطميين الذين أوشكوا على دخول مصر، ووصل ذكا الأعور مصر في مثل هذا اليوم 9 سبتمبر من عام 914.
كانت مصر مُستردة إلى حكم العباسيين منذ عام 905، بعدما سيطر عليها الطولونيون منذ عام 868، واستقلوا بها عن الخلافة العباسية، وكان الفاطميون بدأوا في السيطرة على عدة بلاد في المغرب العربي، لكن مطامعهم كانت في دولة قوية، يجعلونها مركزًا لهم، فكان الخيار الأمثل مصر، فهي دولة غنية وقوية، ذات حضارة وثقافة خاصة، تتمتع بالثروات الطبيعية والبشرية، وطرق التجارة مفتوحة فيها على أهم دول العالم.
بدأت حملات الفاطميين عندما هاجموا الإسكندرية، وكان هجومًا شاملًا وقويًا من البر والبحر، لكن حدث خلاف بين حباسة بن يوسف قائد الفاطميين في تلك الواقعة، والأمير أبي القاسم، أدى إلى قتل حباسة.
تصدت الجيوش العباسية بقيادة القاسم بن سيما، وأحمد بن كيغلغ، ومؤنس الخادم، بمعاونة المصريين، لهجوم الفاطميين العاتي، ووصل ذكا الأعور في تلك الأثناء، وأصبح والي مصر، وحرص على تتبع آثار الفاطميين في مصر، وتتبع عملائهم.
استتب الأمر بعد عام للفاطميين بالسيطرة على صقلية، فأصبحت قوتهم البحرية أقوى من ذي قبل، وفي 916، عاود الفاطميون الهجوم على مصر، بقيادة سليمان بن الكافي، وكانت حملة أشد كثيرًا من سابقتها، وبعد معارك ضارية دارت في البر والبحر، استطاع جيش الخليفة العباسي أن يظفر بالنصر بصعوبة، ونجح ذكا الأعور في إبعاد الفاطميين موقتًا، لكنه كان أصيب بمرض في تلك المعركة، ومات على إثره قبل أن تنتهي.
محاولات مستمرة ونصر في الختام
لم ييأس الفاطميون وظلت المحاولات قائمة، وظل الحلم موجودًا، حتى جاء عام 969، وفي شهر يوليو نجح الفاطميون أخيرًا في دخول مصر، بقيادة جوهر الصقلي، الذي دخل على رأس جيشه إلى الفسطاط، وكان ذلك في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، وكانت مصر وقتها تحت سيطرة الدولة الإخشيدية، ويذكر أن الفاطميين لم يواجهوا عناء ومشقة كبيرة، ففتحوا مصر ودخلوها في سهولة ويسر.