ذاكرة الأمثال 49.. يا ما أرخصك يا كور عن اللي اشتراك
ليست الأمثال مجرد كلام يُقال من أجل اللهو أو التزجية وفقط، بل هي ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومُعتقداتهم وما يُؤمنون به.
المناسبات التي تُقال فيها الأمثال كثيرة ومُتعددة، كما أن الأمثال تكون أحيانًا قد تدل على مُستوى الحياة الاجتماعية للطبقة التي ينتمي إليها قائلوها، ومن هذه الأمثال: يَامَا ارْخَصَكْ يَا كُورْ عَنْدِ اللِّي اشْتَرَاكْ.
كما يرى أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية، فإن هذا المثل يُضرَب فيمن يملك شيئًا لا يعرف قيمته لجهله به، وهذا المثل له قصة مُلخصها: أن حدادًا كان له كير قديم مُهْمَل في ناحية من دكانه، فكان يضع فيه ما يقتصده من ربحه، ثم غاب عن الدكان يومًا فباعه أجيره بثمن بخس، وظن أنه أحسن عملًا ببيعه لعدم الحاجة إليه، فَغضب الحداد غضبًا كبيرًا على ضياع نقوده، وصار من دأبه أن يتغنى في عمله بقوله مسليًا نفسه: اترك الهم ينساك، وإن افتكرته ضناك، ياما ارخصك يا كور عند اللي اشتراك، ثم يقول للغلام الذي يعمل معه: انفخ يا ولد.
ياما جاب الغراب لأمة
من الأمثال أيضًا قولهم يَامَا جَابِ الْغُرَابْ لُامُّهْ، وهو مثل يقصدون به التهكم بالولد الذي يدعّي البِرَّ بوالديه؛ لأن الغراب لا يأتي لأمه بشيء.