الأئمة والواعظات السودانيون: ملتزمون بخطبة الأوقاف المصرية في مساجد بلدنا │ صور
أدى أئمة السودان الشقيق اليوم، صلاة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها- بالقاهرة، واستمعوا إلى تعريف بالمسجد ومكانته التاريخية والدينية، لوجود واحدة من سيدات آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- الأطهار.
يأتي ذلك ضمن فعاليات الدورة التدريبية الثانية المشتركة لأئمة وواعظات مصر والسودان، وبرعاية كريمة من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
أدى خطبة الجمعة الأستاذ الدكتور هشام عبدالعزيز، رئيس القطاع الديني، مُتحدثًا عن قيمة الاحترام، مؤكدًا أن الله -تبارك وتعالى- خصنا بـ أقوم الشرائع شريعة وخلقًا، ودعانا إلى التمسك بالقيم والأخلاق النبيلة التي تُبنى بها الحضارات.
بيّن عبد العزيز أن من هذه القيم، قيمة الاحترام، والتي تعددت صورها وأهمها: احترام الذات، بأن يصون الإنسان نفسه عن الدنايا، ويترفع عن النقائص، مشيرًا إلى قوله -صلى الله عليه وسلم-: “فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقَد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ".
تابع: من صور الاحترام، احترام الوالدين والإحسان إليهما، قال تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا".
لفت رئيس القطاع الديني إلى أن أعظم صور الاحترام هي احترام الكبير سنًا ومقامًا، واحترام ولي الأمر، مُستعينًا بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من لم يرحمْ صغيرَنا، ويُوَقِّرْ كبيرَنا"، كما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- الأنصار بالقيام لسيدنا سعد بن معاذ -رضي الله عنه- قائلا: قوموا إلى سيدكم.
أردف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية أن من أعظم صور الاحترام كذلك، احترام المعلم قال تعالى: “شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، ذاكرًا قول الشاعر:
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي يَبني وَيُنشِئُ أَنفُسًا وَعُقولا
استطرد: أخذ سيدنا عبدالله بن عباس -رضي الله عنه- بركاب سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- وقال هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فأخذ سيدنا زيد بن ثابت -رضي الله عنه- يده وقبلها، قائلا: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا.
أضاف عبد العزيز، أن من أعظم صور الاحترام أيضًا، احترام المرأة ومكانتها، مُستدلًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: “استوصوا بالنساء خيرًا" موضحًا أن دور المرأة في صنع الحضارة والمستقبل لا يقل عن دور الرجال، فقيمة الاحترام قيمة عظيمة يتمنى أي إنسان أن يتصف بها، وأن ينتسب إليها.
أشار أيضًا إلى أن الاحترام قيمة سامية حث الدين الحنيف على احترام الانسان كإنسان مهما اختلف دينه وعقيدته، لافتًا إلى أن الاحترام في الإسلام يتعدى إلى النبات والحيوان والجماد والزمان والطرق وإشارات المرور وعلم الدولة وسائر مؤسسات الدولة فهو سلوك للمجتمع كله في كل شئون الحياة.
بدورهم، قدم المتدربون السودانيون كامل الشكر والتقدير لوزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، على هذه البرامج الرائعة للدورة التدريبية المشتركة، سواء من الناحية العلمية أم من ناحيتها الثقافية.
الشيخ وليد حسين محمود، أعرب عن سعادته البالغة بزيارة مصر أم الدنيا، المحببة لقلب كل مواطن سوداني، موضحًا أن السعادة التي يشعر بها تعجز الألسنة عن وصفها لما يكنه من عشق لمصر الحبيبة وشعبها العظيم، مضيفًا أن سعادته عظمت بوجوده بين هذه الكوكبة النيرة من علماء السودان ومصر، مشيرًا إلى أن هذه الدورة التدريبية لا شك سيكون لها آثارها الإيجابية.
من جانبه أشاد الشيخ حمد حامد حمدت الله، بهذه الزيارة، موضحًا أن لها دورًا كبيرًا في تعزيز الشراكة بين الشعبين الشقيقين، خاصة في مجال تجديد الخطاب الديني، وفقه المواطنة وأسس العيش المشترك، ومُواجهة وتفكيك الفكر المتطرف لبناء وعي ثقافي وسطي مستنير، وغرس قيم المُواطنة والانتماء للوطن.
كما قدمت الواعظة أمل سر الختم أسمى آيات الشكر الجميل لفضيلة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصرية، ومعالي وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانية الشيخ نصرالدين مفرح، على إتاحتهم الفرصة لهذا التعاون المشترك، وإتاحة الفرصة للالتحاق بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات، وإعداد المُدربين الذين لهم دور بارز في تنمية القدرات الفردية والجماعية وتطوير المهارات، لإعداد كوادر قادرة على مواجهة التطرف والغلو، فخالص الشكر للدكتور مختار جمعة الذي وضع خطة استراتيجية ممنهجة لمُواجهة التطرف والإرهاب، جديرة بأن تكون أجندة لكل دول العالم، للقضاء على هذا السرطان الخبيث الذي يدمر باسم الدين.
فيما أعربت الواعظة نور عبد الرحيم إبراهيم عن سعادتها بزيارة مصر، والتحاقها بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين للاستفادة من تجاربهم المتميزة والمثمرة في مجال الدعوة وتصحيح المفاهيم الهدامة، لنحمل إلى أوطاننا رسالة مفعمة بالسلام ونشر الدعوة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة.
كما تقدمت بخالص الشكر والتقدير للدكتور محمد مختار جمعة، قائلة: إنه حمل على عاتقه أمانة توصيل الصورة الدعوية الحسنة للإسلام ونبذ كل صور العنف والتطرف التي يرفضها ديننا الحنيف، فهو مجاهد لأجل دينه ووطنه، ولا يتوان عن أداء رسالته، ولا يثنيه عنها شيئًا، يحمل هم وطنه وأمته، فخالص أمنياتنا لمعاليه بدوام التوفيق والنجاح.