الكاميرات صورتهما.. كواليس اللحظات الأخيرة قبل مقتل مدرس المرج على يد سيدة وزوجها | فيديو
في منطقة اتسمت بالهدوء، ولم تشهد سابقًا جرائم قتل، ومع دقات الساعة الثانية عشرة ظهرًا، استيقظ أهالي منطقة المرج الغربية بالقاهرة على واقعة مقتل مدرس ستيني، بعد العثور على جثته داخل شقته، وكان الرد سريعًا من قِبل رجال مباحث قسم شرطة المرج، فبعد أقل من 24 ساعة تم القبض على المتهمين بواقعة مقتل مدرس المرج، الذي كان يعمل مديرًا لإحدى المدارس الخاصة بدائرة القسم.
على غير عادته.. مُكالمات هاتفية كثيرة، لكن هاتف مدرس المرج المقتول لا يرد، ما اضطر صديق له يدعى إبراهيم، أن يتوجه إلى شقته وصعد اليها، وأخذ يطرق الباب دون أن يجيبه أحد.
لاصقات بلاستيكية وجثة على الأرض
تسلل الشك إلى قلبه، خشية أن يكون مكروهًا قد أصابه، فكسر الباب، فوجد المجني عليه ملقى أرضًا ومُكبّل اليدين والقدمين من الخلف بلاصقة بلاستيكية سوداء، ووجود لاصق أسود اللون على الفم والأنف الذي تسبب في مصرعه مُختنقًا، وكان ملقى على ظهره على الأرض، فاكتشف أنه قد غادر الحياة.
لم يمهل الشاهد نفسه دقيقة واحدة حتى أمسك بهاتفه، وأبلغ رجال المباحث بالجريمة، وبعد أقل من 3 دقائق، كان رجال الشرطة موجودين في مكان جريمة مقتل مدرس المرج، وتم إخطار النيابة بالواقعة.
في أقل من 24 ساعة، تمكن رجال المباحث من التوصل لهوية مُرتكبي جريمة مقتل مدرس المرج عن طريق كاميرات المراقبة الموجودة بمحيط الحادث التي رصدت لحظة دخول المتهمين الشارع حتى وقوفهم أمام العقار الموجود به الضحية، كما وثقت لحظة خروجهم من الشارع بعد تنفيذ الجريمة.
تعاملات تجارية بين الطرفين
خيوط جريمة مقتل مدرس المرج، راحت تنسل كحبات العقد، ليتضح لرجال المباحث أن مُرتكبي الجريمة هما سيدة وزوجها، كانت هناك تعاملات تجارية بينهما وبين مدرس المرج المقتول، بحكم أنه كان يأخذ منهما بضاعة، ليضعها داخل شقته التي خصصها كمخزن.
لفترة طويلة جمعتهم التجارة بحكم ترددهما كثيرًا على شقته لإحضار بضاعة له، لدرجة أن مدرس المرج عرض على المتهم أن يأتي بأسرته للعيش داخل شقة بالعقار بحكم أن صاحب العقار قد أوكل إليه أمر جمع الإيجارات من قاطني العقار.
على الفور، وافق المتهم وأحضر زوجته للعيش بالشقة، لكنه لم يدفع مبلغ الإيجار، ما أشعل فتيل الأزمة بينهما، ووقف المجني عليه أمام الشقة ومنعه من الدخول؛ حتى يدفع المبالغ المُستحقة عليه، وغادر المتهم وزوجته العقار وعادا بعدها ليُنفذا الجريمة.
جملة قتلت صاحبها
في الثالثة فجرًا، باب الشقة يطرق.. تحرك المجني عليه ليفتح لهما الباب مُعتقدًا أنهما قد أحضرا الإيجار، فدخلا وقيدا يديه من الخلف بلاصقات بلاستيكية بعدما سرقا مُتعلقات له من الشقة، وقال لهما الضحية إن هناك كاميرات موجودة على باب الشقة وفي الشارع، ووثقت ما سرقاه، وأنه سيأخذ حقه منهما، فخنقاه ووضعا لاصقة على فمه وأنفه، ما تسبب في اختناقه ومصرعه.
حياة المجني عليه
أما عن المجني عليه، فقد ترك بلدته ساقلتة منذ 30 عامًا قادمًا إلى القاهرة، واستقر في منطقة المرج، وتسلم عمله في مدرسة جمال عبد الناصر، وظل داخل المدرسة حتى بلغ سن المعاش، وبعدها أخذ زوجته لتعيش في منزلهم بمحافظة سوهاج.
بعدها عمل مديرًا لمدرسة خاصة بمنطقة المرج، وظلت حياته هكذا سنوات طويلة، يزور أسرته بين الحين والآخر في منطقة ساقلتة بسوهاج كل 5 أو 6 أشهر، حيث تعيش زوجته وأبناؤه، ثم يعود لعمله في مدرسة المرج قاطنًا داخل تلك الشقة التي شهدت الجريمة.
البداية، ورد بلاغ إلى قسم شرطة المرج من الأهالي، يفيد بالعثور على جثة رجل ستيني، وبالانتقال والفحص تبين أنه تعرض للخنق، كما تبين أنه مقيد اليدين والقدمين، ووجود لاصق على الفم والأنف.
بتكثيف التحريات، تم التوصل إلى هوية المتهمين وضبطهما واعترفا بارتكاب الجريمة، كما وثقت كاميرات المراقبة لحظة دُخولهما وخروجهما من الشارع وقت الجريمة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.