بعد تحطيم ميسي رقمه القياسي.. هل يدفع بيليه ثمن ذنب جوزيف بيكان؟
شاهد الجميع، تحطيم نجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، رقمًا قياسيًّا جديدًا فجر اليوم الجمعة، وهو تسجيله 79 هدفًا مع منتخب بلاده، ليصبح الهداف التاريخي لقارة أمريكا الجنوبية، متفوقًا على أسطورة البرازيل بيليه.
لم يكن هذا هو الرقم القياسي الوحيد الخاص بأسطورة البرازيل السابق بيليه، الذي يتم تحطيمه بل سبقه العديد من الأرقام والإنجازات التي حطمها له، كل من ميسي ونجم البرتغال كريستيانو رونالدو وكل ذلك في وقت قصير.
محاولة بيليه تخليد أرقامه القياسية
يبدو أن أمر تحطيم الأرقام القياسية هذا، مزعج لبيليه بشكل كبير جدًا، فقد قام في أحد المرات بتغيير السيرة الشخصية له على حسابه الخاص على «انستجرام»، وكتب: «الهداف التاريخي لكرة القدم برصيد 1.283 هدفًا»، وذلك بعدما كان يتبقى لرونالدو 31 هدفًا ليصبح اللاعب التاريخي ويحطم إنجازه، ليحاول أسطورة البرازيل الإشارة إلى أنه يملك أرقامًا لا يمكن لأحد تحطيمها.
بالرغم من أن المنافسة مازالت مشتعلة بين الأساطير الثلاثة بيليه وميسي ورونالدو، يوجد على الجانب الآخر أسطورة غابت عنها الأضواء رغم أرقامها القياسية التي لا تصدق، وهو النمساوي جوزيف بيكان الذي أبدى انزعاجه من أسطورة البرازيل.
قصة جوزيف بيكان
يملك بيكان الذي ولد عام 1913 ولعب كرة القدم في 1925 وأعلن اعتزاله وهو في سن 42 عام وتوفي في 2001، قصة مؤثرة يمكن الحديث عنها بشكل منفصل نهائيًّا لتكون أكثر وضوحًا، وكانت مليئة بالأرقام القياسية وعدد لا يصدق من الأهداف.
لمع اسم بيكان وزيّن وسائل الإعلام بشكل كبير جدا، في عام 2019، أي بعد وفاته بـ18 عاما كاملة، وذلك عندما وصل كريستيانو إلى هدفه الـ700 في مسيرته وظهر اسم جوزيف في القائمة برصيد 805 أهداف وبفارق 26 هدفًا كاملا عن بيليه، ليبدأ الجميع في التساؤل عمن هو هذا اللاعب الذي سجل كل هذه الأهداف؟.
من هو جوزيف بيكان؟
جوزيف بيكان، هو لاعب كرة قدم نمساوي بدأ حياته في نادي هرتا فيينا النمساوي، ثم انتقل إلى عدة أندية صغيرة في النمسا، ولكن كانت أبرز محطاته مع أندية رابيد فينا وسلافيا براج ودينامو براج، كما أنه مثل ثلاثة منتخبات وهي النمسا وتشيكوسلوفيكيا وبوهيميا، ولكنه لم يحصد ولا مرة كأس العالم رغم سجله التهديفي الكبير جدا.
يعتبر بيكان هو الهداف التاريخي لكرة القدم في القرن العشرين، وذلك حسب ما ذكره المركز الدولي للإحصاء، وعكس ما يظنه الجميع أن بيليه هو الهداف التاريخي.
والـ800 هدف، التي سجلها بيكان هي فقط الأهداف التي تم احتسابها في المباريات الرسمية، ولكن العدد الحقيقي هو 1420 هدفًا، ولكن يعود أمر عدم تسليط الضوء عليه بخلاف عدم ظهور التلفاز في وقته أو انتشار المواقع الإلكترونية هو ضياع عدد ليس بالصغير من حياته بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى ومعرفته بكرهه للنظام الفاشي، فقد كان لهذه الأسباب السياسية تأثير كبير على مسيرته الكروية.
بالرغم من أنه هداف العالم، وكان هدافًا للدوريات التي لعب فيها 12 مرة، وهداف أوروبا لخمس سنوات متتالية، ولكن فشل في حصد كأس العالم مع منتخب النمسا والتي شارك فيها عام 1934، وكالعادة سجل العديد من الأهداف وتألق بشكل واضح ولكن ودّع البطولة من نصف النهائي بمؤامرة شهيرة على يد إيطاليا.
بيليه يخطف الأضواء
وبمرور الأعوام ظهر أسطورة جديدة في البرازيل وهو بيليه الذي جاء لتحطيم الأرقام القياسية رفقة نادي سانتوس البرازيلي، بل ومنتخب بلاده الذي حصد معه 3 ألقاب كأس عالم، وتم تسليط الأضواء عليه بشكل كبير وكانت الحروب والأزمات قد انتهت بشكل كبير، وسلط الإعلام عليه الأضواء.
ولكن عندما كان بيليه يقترب من الوصول إلى هدفه رقم 1000، عاد الناس إلى بيكان ليسألوه لماذا لا يعلق ويؤكد أنه حطم كل هذه الأرقام القياسية التي يتعجب الناس من تحطيم أسطورة البرازيل لها ليجيب جوزيف قائلا: «من سيصدق أن أهدافي خمسة أضعاف أهداف بيليه»، مشيرًا إلى عدم وجود اهتمام إعلامي كافٍ بفترته في الملاعب وانشغال الجميع أيضًا بالحروب التي كانت قائمة وقتها.
ولكن هل يدور الزمان ليظهر أساطير جديدة، تبدأ تحطيم أرقام بيليه الخيالية التي كان يتخيل أنه لن يحطمها أحد، وهل بالفعل قد يكون هذا ذنب الراحل بيكان الذي ظلمته فترته واختفاء الأضواء عنه ونصرته الأرقام والإحصائيات في المستقبل من جديد؟.
