خبراء: سوق النفط العالمي سيظل يعاني لفترة طويلة
تستعد منظمة أوبك وحلفاؤها لإصدار تقريرها الشهري الأسبوع المقبل، وأكد خبراء أن المنظمة ستتراجع عن تفاؤلها بشأن زيادة الطلب على السوق خلال الفترة المقبلة بعد تعطل مصافي الإنتاج في الولايات المتحدة بعد إعصار ايدا.
ولدى أوبك حاليا أعلى التوقعات لنمو الطلب بين 3 جهات أساسية تصدر مثل تلك التوقعات وهي أوبك وإدارة معلومات الطاقة الأميركية ووكالة الطاقة الدولية، وتصدر الأخيرة تقريرها الشهري الأحدث يوم الثلاثاء.
توقعت أوبك في 2021 ارتفاع الطلب على النفط 5.95 مليون برميل يوميًّا بما فاق توقعات الوكالة الدولية التي تنبأت بأن يكون 5.3 مليون برميل يوميا وإدارة الطاقة التي اقتصر توقعها على 5 ملايين برميل يوميا.
ولتتحقق توقعات أوبك لنمو الطلب على النفط لعام 2021، يجب أن يصل الطلب في المتوسط في الربع الرابع من العام إلى 99.82 مليون برميل يوميًّا، وهو ما يزيد بمليون برميل يوميًّا تقريبًا عن توقعات الوكالة الدولية للطاقة في تلك الفترة.
خبراء: السوق لن يتعافى قربيا
قال الدكتور مدحت يوسف، رئيس هيئة البترول الأسبق، إن أسعار النفط تتأرجح عالميًّا صعودًا وهبوطًا بصفة يومية ويأتي المنتجون والخبراء بمبررات ضد المؤسسات المالية فمثلا يقولون إن تصاعد متحور فيروس دلتا كورونا في العديد من بلدان العالم يهدد بتراجع الطلب على النفط مع تراجع مخزونات النفط في أمريكا أكبر دول العالم استهلاكا للنفط والطاقة.
تساءل يوسف هل يعقل أن دولة عظمى مثل أمريكا أن تتعرض لتراجع في مخزونها النفطي وهي الدولة الأولى المسيطرة على إنتاج وتسويق النفط عالميا؟ بالقطع هذا لا يحدث، مشيرا إلى أنه من شأن المؤسسات المالية والبورصة العالمية للنفط تشجيع وتنشيط عمليات البيع والشراء للمتعاملين من الأفراد والمؤسسات لجني أرباح بصفة يومية أو على المدي القريب والبعيد حسب أحوال السوق. كل هذا يجري في ظل احتكار منتجي النفط (منظمة أوبك وحلفاؤها) على المعروض من النفط، طبقا لاحتياجات المستهلكين في العالم لتحديد أسعار مناسبة تحقق صالح دول منظمة أوبك وحلفاؤها مؤكدا أن السوق لن يتعافى قريبا.
من جانبه قال دكتور ثروت راغب، أستاذ هندسة البترول، إن فيروس دلتا دمر العالم اقتصاديا ولم يتعاف السوق بعد من آثاره، ليأتي إعصار إيدا، ليهدم آمال الولايات المتحدة في عودة التعافي بعد توقف المصافي بالمكسيك، وتعطل الإنتاج، وذلك أثّر بشكل كبير، ولن يتعاف قريبا.
أضاف راغب، أن تقليص الصين أكبر المستوردين للنفط في العالم لفاتورة الاستيراد أدى إلى اتجاه أوبك لتخفيض الإنتاج، موضحا أن المنتجين يخشون كثيرا من ارتفاع مبالغ لأسعار النفط كونه سيؤدي إلى اللجوء لبدائل، والاستعاضة بها عن النفط في المستقبل، وهو عكس ما تريده أوبك وحلفاؤها من استدامة الطلب على النفط مُستقبلا، لذلك كان الوصول لأسعار عادلة مُناسبة للنفط تتوافق مع المُستهلكين هدف أساسي تسعى إليه منظمة أوبك، وهو المحدد بما يوازي 60 دولارا للبرميل.
الأسعار العالمية تؤثر بشكل مباشر على الأسعار المحلية للوقود
تؤثر أسعار النفط العالمية بشكل وثيق بأسعار الوقود بمصر حيث تستورد مصر 35% من احتياجاتها من المواد البترولية وأي زيادة في ارتفاع الأسعار المحلية البنزين لا يرجع فقط إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية، ولكن بسبب ارتفاع تكلفة إنتاج البنزين ورغم تقليل فاتورة استيراد المواد البترولية، إلا أن تكلفة إنتاج البنزين والتكاليف الخاصة بالنقل والتصنيع والاستيراد والتسويق والجمارك وغيرها مرتفعة جدا ولا تتغير.
وفقًا لنص القرار، فإن لجنة التسعير التلقائي للوقود تجتمع بشكل دوري كل 3 أشهر للنظر في الأسعار، حسب آلية التسعير التلقائي، التي تستهدف تعديل أسعار المنتجات البترولية بأنواعها، حسب معادلة سعرية تضم 3 مكونات هي: سعر برميل النفط خام برنت العالمي، بجانب سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري وتكاليف خاصة بالنقل والتصنيع والاستيراد والتسويق والجمارك وغيرها من التكاليف الأخرى الثابتة.