في ذكرى رحيل محمد علي جناح.. كيف رد مؤسس باكستان على القاضي الإنجليزي؟
في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر من عام 1948، توفى محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان وأول حاكم عام لها، بعد رحلة طويلة من النضال للمطالبة باستقلال باكستان عن الهند بدأت عام 1913.
ولد محمد علي جناح في كراتشي 1876، وتدرب على المحاماة في لنكولن إن في لندن، واحتل مكانة بارزة في مناصب حزب المؤتمر الوطني الهندي في العقدين الأولين من القرن العشرين ليحتل مكانة ودعا جناح للوحدة بين الهندوس والمسلمين؛ وشكّل حلف لكناو في 1916 بين حزبي المؤتمر وعصبة مسلمي عموم الهند.
مع الاضطهادات الموجهة إلى المسلمين، آمن «جناح» أنه لا بد أن يكون للمسلمين الهنود دولة خاصة بهم، وبدأ في العمل على ذلك عام 1940 مع عصبة مسلمي الهند حتى حقق ما أراد وأصبح أول حاكم عام لباكستان.
خلال رئاسته لباكستان، استقبل الملايين من المسلمين الذين هاجروا من الهند إلى بلاده بعد التقسيم، وأشرف على إنشاء مخيمات للاجئين، ورحل محمد علي جناح عن دنيا الناس في مثل هذا اليوم 11 سبتمبر عام 1948 عن عمر ناهز 71 عاما.
كان محمد علي جناح، يتمتع بثقة كبيرة، كما تميز بأنه رجل ذو كرامة ورأي مستقل، وحاول البعض أن ينال من كرامته لكنه لم ينجح ومنهم قاضٍ انجليزي متغطرس.
القاضي المتغطرس
ينقل العقاد في كتابة القائد الأعظم محمد علي جناح، أن رئيس محكمة إنجليزي اشتهر بالغطرسة والولع بالتبكيت والغضب في موجب وغير موجب، ومثل جناح أمامه في قضية كبيرة يهمه أن يكسبها، وقلما كان أصحاب القضايا يندبونه للدفاع عنهم في غير القضايا الكبرى.
ويضيف أن القاضي تخيل أن حرص المحامي محمد علي جناح، على كسب القضية خليق أن يجرعه غصة التبكيت والزجر العنيف، فإذا هو يقاطع جناحًا في مرافعته، ولم يكن خاشعًا في هذه المرافعة كما تعود الرئيس المتغطرس من المحامين «الوطنيين» أن يخشعوا في حضرته أمام هيبته، فيقول له في غضب وكبرياء: أتراك تحسب أنك تتكلم هنا أمام قاضٍ من قضاة الدرجة الثالثة؟ فيرد جناح على القاضي المتغطرس بالرد المفحم، ولم يفرغ القاضي من كلمته حتى كان جناح رفع رأسه ونظر إلى القاضي، وقال في لهجة صارمة: وهل الذي أمامك أيها القاضي محامٍ من الدرجة الثالثة تخاطبه بمثل هذا الكلام؟!
يعلق العقاد: وكانت درسًا للقاضي المتغطرس نفعه بعد ذلك مع «جناح» وغيره من المحامين.