داعية تعليقًا على حديث السيسي عن الأديان: ضرب مثالًا في احترام الآخر
علق الدكتور محمد علي الداعية الإسلامي، على حديث رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر تدشين وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، عندما قال إنه ترك قضية توثيق الطلاق تتفاعل مع المجتمع المدني، ممتنعًا عن الاصطدام مع المؤسسة الدينية التي رفضت رؤيته لعملية توثيق الطلاق.
قال علي لـ القاهرة 24: إنَّ احترام الآخرين له أهمية كبيرة في الإسلام، وقد سنَّ الله -عزَّ وجلَّ- احترام الآخرين ومعاملة الغير على أُسسٍ واضحةٍ، وبأخلاق رفيعة، فمن فعل ذلك في تعامله مع الغير يُثاب، قال -عزَّ وجلَّ-: وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا.
وتابع: أنه من هذا المنطلق فقد ضرب اليوم سيادة رئيس الجمهورية، عبدالفتاح السيسي، أروع الأمثال في احترام فكر الآخر، حيث ترك موضوع الطلاق الشفوي بيد المجتمع ولم يُجبر المؤسسة الدينية ولم يدخل في صدام معها، لإيمانه الراسخ باحترام رأي الآخر، وهذا قمة العدل واحترام الفكر، فأحسن الفعل وكسب بذكائه وفطنته احترام الفئتين.
وأضاف الدكتور محمد علي، أن الإسلام قد حث على احترام آراء الناس وأديانهم، ومن أبعاد ذلك أنه نهى عن إكراه الآخرين للدخول في دين الله، يقول الله -عزَّ وجلَّ: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
أكمل الداعية الإسلامي، أن الإسلام إذا كان جاء بالحسنى ولم يجبر أحدًا على الدخول فيه فمن باب أولى ألا يُجبر أحدًا على فعل شيء في الإسلام هو غير معتقد في صحته، لقوله تعالى: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، هذا في حق الإيمان والكفر فما بالنا بموضوع توثيق الطلاق من عدمه؟.
أوضح، أن الاحترام في الإسلام له أبعاد عدة؛ فمنه أن نتحلَّى بالكلام الطيب، واللّين في معاملة الناس ونُصحهم للخير، بل وتمنِّى الخير لهم، وعدم إجبارهم على فعل شيء لا يودون فعله، واقترنت هذه القاعدة بكمال الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم: "لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" وقيل إنَّ هذا الحديث يُمثِّل رُبع الإسلام.