أحلامنا والجريدة.. شعر سيد عبد الرازق
الشاعر سيد عبد الرازق من مواليد محافظة أسيوط، يعمل طبيب بيطري، له العديد من الأعمال الشعرية، منها أخيرا تصمت الزرقاء، نيرفانا، يرسمها الدخان، يقامر شعره.
حصل عبد الرازق، على العديد من الجوائز، منها جائزة الفيصل في الشعر المسرحي، وهذه واحدة من قصائد الشاعر سيد عبد الرازق بعنوان أحلامنا والجريدة.
لمْ أتَّبِعْ سببًا
ولكنْ
ها هو الصُّبحُ الطَّرِيدُ
يُطِلُّ منْ ورقِ الجريدةْ
وتضيقُ جدرانُ الكآبةِ كيْ تُمزِّقَ أضلُعِي
وتقودَني للموتِ
دونَ تمامِ قصَّتِيَ الشهيدةْ
يا موتُ
والأيَّامُ أضعفُ منْ مسيرِ المُرهقِينَ
التائقينَ إلى خلاصٍ منْ أمانِينا الشريدةْ
لا شيءَ تحمِلُه النهايةُ
غير تشويهِ الجمالِ
لتزهقَ الأحلامَ في عينِ الصِّغارِ
تُحَمِّلُ الريحَ الخبيثةَ ما يَلُوكُ الزائفونَ
إلى مضاجِعِنا البعيدةْ
والدارُ يسقطُ سقفُها
ضجرًا بصوتِ بكائِنَا
ليُعَرِّيَ الأحزانَ في صدرِي
فتتبَعُها كلابُ الصَّيدِ
أحلامًا طريدةْ
يا موتُ
والأحلامُ مِشيةُ أعرجٍ
قد أدخلوهُ إلى سباقِ الخيلِ قسرًا
يُلهِبونَ الظهرَ بالصيحاتِ
يسقط
في محاولةٍ لإرضاءِ الذين تكبَّدُوا
مهرَ الرِّهانْ
هم يعلمونَ بأنه لا يستطيعُ الجريَ
لكنْ
في سقوطِ العاجزينَ تندُّرٌ للثاملينْ
ويسلِّطون هواتفًا
- من جيلِ ما بعدِ الحداثةِ -
كي تصوِّرَ عرجةَ الأحلامِ
في الزَّمنِ الهجينْ
يا موتُ
والأيامُ أقصرُ من تقزُّم حُلْمِنا
في العيشِ أحرارًا – مجازًا -
بين أروقةِ القصيدةْ
والعمرُ يكسوهُ المشيبُ
يصيبُه داءُ الهشاشَةِ
كلَّما طافتْ بعينيهِ الدموعُ
على فقيدٍ
أو فقيدةْ
قل لي متى سيحينُ وقت لقائِهِ بالموتِ
كيْ تفنَى حكايَتُه القعيدةْ؟
