وسط رفض شعبي.. هل تنقذ أمريكا حركة النهضة الإخوانية في تونس؟
لاتزال الساحة السياسية في تونس تعيش حالة من التوتر والترقب في ظل قرارات الرئيس التونسي بتجميد مجلس النواب الذي يترأسه راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإخوانية، وظل تصاعد المطالب التونسية من قبل الفصائل السياسية المختلفة بالإعلان عن الحكومة التونسية، وتحديد فترة زمنية محددة لتجميد البرلمان، أو الإعلان عن انتخابات مبكرة، في انتظار إعادة تشغيل العملية السياسية والخروج من الأزمة.
التطورات التونسية زادت من حدتها خلال الأيام الماضية، بعدما زار وفد أمريكي الرئيس التونسي بقصر قرطاج في العاصمة تونس، إلى أن زيارة الوفد الأمريكي أثارت استهجان الأحزاب التونسية، عقب اجتماع الوفد الأمريكي مع بعض ممثلي حركة النهضة بمقر السفارة الأمريكية بتونس، ما دفع القوى المعارضة للنهضة لاتهامها بالاستقواء بواشنطن من أجل الضغط على الرئيس سعيد لإنهاء الإجراءات الاستثنائية والعودة لمرحلة ما قبل 25 يوليو.
في ذات السياق لم تألوا حركة النهضة الإخوانية جهدًا لنفي تلك الاتهامات عبر توجيه اتهامات مضادة للرئيس سعيد برفضه إجراء حوار وطني مع حركة النهضة، وزعمها بأن استمرار قرارات «سعيّد» يؤدي إلى زيادة حدة التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية للبلاد.
النهضة وأجندة الخارج
أحمد الذوادي، المحلل سياسي تونسي، يرى أن الحركات الإخوانية التونسية والتي تتزعمها حركة النهضة مرتبطة بأجندات دولية تعتبر أن الوطنية «كفر» والتظاهر بعكس ذلك.
الذوادي أضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أنه عقب اللقاءات الأخيرة بات واضحًا أن الولايات المتحدة رفعت يدها عن الحركات حركة النهضة بعد فشلها وتسببها كغيرها من الحركات الإخوانية في المنطقة العربية في إجهاض عملية الانتقال الديمقراطي.
وأشار إلى أن قواعد اللعبة في السياسة التونسية تغيرت والموقف الأمريكي بات واضحًا بدعوته للرئيس قيس سعيد بتعيين رئيس حكومة وتنظيم انتخابات برلمانية أي أن البرلمان المجمد انتهى أمره ولن يعود، كما أن الشعب التونسي حسم أمره ولن يصوت للنهضة مجددًا.
كما أوضح، أن المحاولات المتكررة للتصعيد تكشف أن الغنوشي فقد الدعم الداخلي والدولي قائلا: «الغنوشي يرقص رقصة الديك المذبوح».
الغنوشي فشل دوليًا
من جانبه، قال مصطفى عطية، محلل سياسي تونسي، إن محاولات الغنوشي للاستقواء بالقوى الأجنبية بوصف أن ما حدث في تونس يوم 25 يوليو «انقلاب» على الشرعية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل لأن كل دول العالم أدركت أن الشعب هو الذي أسقط منظومة الفساد والإرهاب.
عطية أضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن انتهاكات العشرية النهضاوية – فترة تولي حركة النهضة لمقاليد السلطة في تونس- جاءت بعد دعم من الولايات المتحدة أثناء ولايتي باراك أوباما لجعل الإسلام السياسي كعنصر من مكونات المد الأمريكي في العالم العربي.
كما استكمل المحلل السياسي التونسي، أنه بالرغم من عودة الديمقراطيين إلى الحكم في أمريكا، فقد خلصت الإدارة الأمريكية إلى أنها كانت مخطئة في تقديراتها خاصة بعد إسقاط الشعوب العربية للإخوان، ما دفعها لنفض يديها من الإخوان المسلمين والتنظيمات المتناسلة عنها.
وأردف أن سعي راشد الغنوشي، للعودة إلى السلطة عبر الاستقواء بالغرب هو سلوك اعتبره الشعب التونسي ضربا من ضروب الخيانة -على حد قوله.