بين مناورة القاعدة وأنباء الوفاة.. ماذا وراء خطاب أيمن الظواهري؟
هل عاد الظواهري مجددًا؟، ما هي حقيقة وفاة أيمن الظواهري؟، ما مدى صحة ظهور زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في ذكرى أحداث 11 سبتمبر؟، أسئلة عدة أثارها ظهور أيمن الظواهري أمس الأحد، تزامنًا مع إحياء الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر، بعدما بثت ما يعرف بمؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة مقطع فيديو لـ الظواهري، حمل عنوان القدس لن تُهود.
ظهور زعيم تنظيم القاعدة أثار شكوكًا وتساؤلات أكثر من توجيه رسائل للولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعدما تواردت العديد من الأنباء خلال الشهور القليلة الماضية بشأن وفاة أيمن الظواهري، واعتلاء ما يعرف بسيف العدل المصري، لصدارة الحكم في التنظيم الإرهابي، إذ لم يقدم الظواهري شيئًا جديدًا أكثر مما اعتاد عليه التنظيم بالترويج لدوره فيما تشهده سوريا والعراق واليمن ودول إفريقية أخرى من عمليات إرهابية.
رسالة أيمن الظواهري المصورة طرحت سؤالًا بشأن حياة زعيم التنظيم ذاته، وذلك بعدما لم يتطرق الظواهري في حديثه إلى تطورات حركة طالبان في أفغانستان وسيطرتها على السلطة، الأمر الذي يعزز أنباء وفاته، إذ جاءت جميع المعلمومات التي تناولها قائد تنظيم القاعدة الإرهابي، في أحاديثه الثلاثة الماضية.
حقيقة وفاة أيمن الظواهري
منذ الدقيقة الأولى من رسالة أيمن الظواهري، لم يتطرق الظواهري للتطورات العالمية الجديدة فبداية من الأحداث التي شهدتها أفغانستان معقل التنظيم، وسيطرة حركة طالبان على السلطة، الأمر الذي يؤكد وفاة الظواهري، إذ ركزت كلمته على أحداث جرت خلال الفترة بين يناير 2020، ويناير 2021، لذا أشارت الكثير من الدراسات من بينها ما أجراه مركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية إلى أن الكلمة الأخيرة للظواهري سُجِلت في وقت سابق.
أيمن الظواهري وبايدن
كلمة الظواهري الأخيرة التي بثت بعنوان القدس لن تهود، لم تتطرق إلى الحديث عن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تسلم مهام عمله في يناير الماضي، في حين ذكر الظواهري في كلمته الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ما يزيد من التأكيد حول فرضية وفاته.
تأمين أيمن الظواهري من المارينز
في ذات السياق أثارت كلمة الظواهري وعدم تضمنها أحداثًا متجددة، مخاوف أخرى بشأن إمكانية إجراء تنظيم القاعدة لمناورة تجاه القوات الأمريكية التي تعد العدو اللدود أمام تنظيم القاعدة، بمحاولة تجنيبه لاستهداف أمريكي على ما حدث مع مؤسس التنظيم أسامة بن لادن.
لماذ تخفي القاعدة وفاة الظواهري؟
أهداف عدة ومساعٍ متباينة، تحاول القاعدة الحصول عليها من خلال إخفاء حقيقة وفاة أيمن الظواهري، أولها تجنبًا لحدوث انشقاقات بين التنظيم، واحتواء أزمة الخلافة التي قد تنشب في مرحلة ما بعد رحيل الظواهري، في ظل وجود الكثير من الأنباء حول تولي سيف العدل المصري، لسدة الحكم في تنظيم القاعدة الإرهابي.
من زعيم تنظيم القاعدة؟
قال أحمد السيد سلطان، المتخصص في شئون الحركات الإسلامية الجهادية، إنه جرى طرح بعض الأسماء في الآونة الأخيرة لخلافة الظواهري، من بينها عبد الله أحمد عبد الله، واسمه الحركي أبو محمد المصري، وهو صهر زعيم تنيظم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ومحمد صلاح الدين زيدان، ويحمل اسم سيف العدل المصري، ويشغل منصب رئيس اللجنة العسكرية داخل التنظيم.
سلطان أضاف في تصريح لـ القاهرة 24، أن سيف العدل المصري يعد أحد القيادات القديمة في التنظيم، كونه التحق بالتنظيم في حقبة الثمانينيات، ويمثل الأمل الأخير للقاعدة القديم، وأنه حال تأكد تنصيبه كزعيم للقاعدة، سيعمل على ترميم بناء القاعدة الهيكلي، وتوثيق العلاقات بالأذرع الخارجية، وإنشاء قيادات جديدة للقاعدة في اليمن وسوريا ومنطقة الساحل والصحراء، وإعادة التنظيم لصدارة الجهاد العالمي.
اختتم بأن سيف العدل المصري لن يتحالف مع داعش، لانشغاله باستقطاب تيار الإسلام العام، وشباب الإخوان المنشقين عن قياداتهم، أنه شخص براجماتي سيحرص على تجديد بعض القيادات وكسب ولاءات جديدة في عدة دول.