ارتفاع أسعار السيارات.. عرض مستمر حتى 2022
قال عدد من خبراء السيارات والعاملين بالقطاع، إن سوق السيارات يشهد حالة من الارتفاعات في أسعار أغلب الماركات التجارية، سواء بشكل رسمي من خلال الوكلاء المعتمدين محليًا أو من خلال ظاهرة الأوفر برايس، لسرعة التسليم للمستهلك النهائي.
وذكر الخبراء أن أسعار السيارات تأثرت في مصر، نتيجة ارتفاع تكاليف الشحن بعد أزمة كورونا، والتي تضاعفت 5 مرات، مقارنة بما قبل الأزمة.
رفعها أكثر من ذلك سيؤدي لعجز في سوق السيارات
في هذا السياق، قال اللواء حسين مصطفى، خبير صناعة سيارات، إن ارتفاع أسعار السيارات، جاء نتيجة نقص المعروض مقابل الطلب والإقبال على شراء السيارات، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة تنفيذ السيارات وتضاعف تكلفة الشحن 4 أو 5 مرات، مشيرًا إلى أن مشكلة نقص المعروض، بالإضافة لأزمة عالمية واجهت صناعة السيارات في العالم، وهي أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي أجبرت أغلب الشركات على تخفيض إنتاجها بنسبه تتراوح من 40-60%، وتأجل تصنيع بعض الموديلات الجديدة، وعلى أثرها تم تخفيض عدد ورديات المصانع، مما أدى لتقليل الإنتاج وارتفاع شحن السيارات لمصر وعدم الوفاء بمطالب الوكلاء والمستوردين.
أوضح مصطفى لـ القاهرة 24، سبب عودة ظاهرة الأوفر برايس، وهي مبلغ يتم إضافته على سعر السيارة من قِبل أصحاب معارض السيارات نتيجة عدة عوامل يشهدها قطاع السيارات منها، قلة المعروض، وأزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي أثرت على جميع ماركات السيارات، لافتًا إلى أن تلك الأزمة تُسهم في زيادة أسعار السيارات من 10 إلى 15% منذ بداية العام الجاري.
تابع خبير صناعة السيارات: لا أتوقع المغامرة في رفع الأسعار أكثر من ذلك؛ لأن رفعها سيؤدي لعجز في سوق شراء السيارات وخاصة في السيارات الاقتصادية، لكن لن يتم تخفيض أسعار السيارات في الفترة المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أن مشكلة الرقائق الإلكترونية في طريقها إلى الحل بإنشاء مصانع لتلك الرقائق بشراكات عالمية بين شركات السيارات والصناعات الأخرى لصناعة الرقائق.
تنشيط سوق السيارات المستعملة
توقع مصطفى أن تشهد أسعار السيارات المستعملة، زيادة خلال الفترة المقبلة، تأثرًا بالزيادات المستمرة في أسعار السيارات الجديدة بسبب ارتفاع تكلفة الشحن بالإضافة إلى زيادة الطلب وقلة المعروض، مع اتجاه عدد من المصانع العالمية لتقليل حجم الإنتاج بسبب نقص المكونات، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تحديد نسبة زيادة معينة لها على الإطلاق.
ارتفاع أسعار السيارات الجديدة في مصر بنسبة 3-5 %
في نفس السياق، قال أسامة أبو المجد، رئيس رابطة تجار السيارات، إن قطاع السيارات يشهد منذ فترة العديد من الاضطرابات، ناتجة عن عدة عوامل أبرزها أزمة نقص الرقائق الإلكترونية التي أثرت على جميع ماركات السيارات، موضحًا أن ارتفاع تكاليف الشحن ضمن العوامل التي أثرت على القطاع ورفعت الأسعار، متوقعًا أن تُسهم تلك الأزمة في زيادة أسعار السيارات من 3 إلى 5%.
أشار أبو المجد إلى أن أسعار السيارات ارتفعت منذ بداية العام، لكنها ارتفعت بشكل غير طبيعي خلال الأربعة أشهر الماضية، والسبب الرئيسي هو نقص الشرائح الإلكترونية على مستوى العالم، موضحًا أن هناك مصنعين فقط ينتجانِها في تايوان وكوريا، وهذا يؤدي إلى انخفاض غير عادي في السيارات، والدليل على ذلك أن سكودا أعادت الملايين من الحجوزات، وكذلك تويوتا التي أعلنت انخفاض إنتاجها بنسبة 40% وستواجه جميع السيارات نفس المشكلة.
أوضح أبو المجد، أنه هناك زيادة تصل من 10 إلى 15 ألف جنيه، في كل سيارة خلال الأسبوعين المقبلين، وكل سيارات متسوبيشي، رفعت كل الأسعار 5 آلاف جنيه، مشيرًا إلى أن الارتفاعات ستستمر إلى أن يظهر مصل للفيروس يحل هذه الأزمة، والذي أدى لوقف عجلة الإنتاج.
أزمة في قطاع السيارات إذا استمر نقص المكونات
أوضح سمير علام، نائب رئيس شعبة وسائل النقل باتحاد الصناعات لـ القاهرة 24، أن الاضطرابات التي تواجه قطاع السيارات نتيجة ارتفاع أسعار الشحن ستؤثر على القطاع وعلى صناعة تجميع السيارات، مضيفًا أن أسعار الشحن ارتفعت 4 و5 أضعاف، ووصلت لـ400% عما قبل جائحة كورونا.
توقع أن يشهد قطاع السيارات أزمة في نقص المكونات في حالة استمرار تلك الأزمة، وأن يتأثر القطاع بشكل كبير وستستمر ارتفاعات الأسعار حتى العام المقبل 2022، لافتًا إلى أن حجم المبيعات ارتفعت حسب تقرير "اميك"، وأن معدل المبيعات الطبيعي 300 سيارة في السنة لم نتخطَّه حتى الآن ولكن قريبًا سنصل له.
حسب التقرير الأخير الصادر عن مجلس معلومات سوق السيارات أميك ــ AMIC، مطلع الشهر الماضي: ارتفعت مبيعات سيارات الملاكي بنسبة 63% إلى 101.46 ألف سيارة خلال النصف الأول من العام الجاري، مقابل 62.17 ألف في الفترة المقارنة من العام الماضي، والتي أرجع العديد من الخبراء وقتها ارتفاع المبيعات لزيادة الإقبال على شراء السيارات الجديدة بعد إطلاق مبادرة إحلال السيارات المتقادمة، كما أن العام الماضي شهد تراجعًا في المبيعات نتيجة تفشي فيروس كورونا، والذي ترتبت عليه العديد من القرارات منها إيقاف إصدار تراخيص السيارات.