في ذكرى الغزو الإيطالي.. قناة السويس هدف دائم للمستعمرين
لطالما كانت قناة السويس هدفًا للقوات الاستعمارية في أكثر من عهد، سعيًا إلى السيطرة على هذا المحور الاستراتيجي الهام، الذي يكفل ربط أهم المناطق الجغرافية بين الشمال والجنوب.
ومن هذه القوات التي استهدفت السيطرة على قناة السويس، كانت القوات الإيطالية خلال الحرب العالمية الثانية، عندما غزت مصر من حدودها الغربية.
الاحتلال الإيطالي
في عام 1940 كانت ليبيا قابعة تحت الاحتلال الإيطالي، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، فكرت إيطاليا في السيطرة على قناة السويس وجميع الموانئ المصرية للتموقع في هذا الموقع الجغرافي المهم.
خطة القوات الإيطالية كانت محفوفة بالمخاطر، وبالفعل اصطدمت أهدافها بالقوات الإنجليزية المحتلة لمصر آنذاك، وليس وحدها فحسبن بل كانت معها القوات الكومنولثية والفرنسية.
في 9 سبتمبر 1940 خلال الحرب العالمية الثانية، شنت القوات الإيطالية المتمركزة في ليبيا هجومها على الأراضي المصرية ضد القوات البريطانية.
كان هذا الغزو إيذانًا بإنهاء فترة المناوشات الحدودية لتبدأ حملة الصحراء الغربية (1940-1943).
الغزو الإيطالي لمصر
كان الهدف الأساسي للهجوم هو الاستيلاء على قناة السويس، واحتلال المؤاني المصرية على طول الساحل المصري.
من أجل تحقيق هذا الهدف كان على القوات الإيطالية، التقدم عبر شمال مصر للوصول إلى القناة.
بعد سلسلة من التأخيرات تم تغيير الهدف الأساسي من الحملة، ليصبح التقدم نحو الأراضي المصرية وتدمير أي قوة تعترض سير الجيش الإيطالي في مصر.
جاء هذا بسبب مقاومة الجيش المصري والبريطاني، حيث لم تتجاوز الحملة مدينة سيدي براني في مطروح.
إجبار على الانسحاب
في 8 ديسمبر، قبل أن يصبح الجيش العاشر مستعدًا لاستئناف مسيرته إلى مرسى مطروح، باغتهم البريطانيون بعملية البوصلة.
هذه العملية استمرت 5 أيام على خط المخيمات الإيطالية المحصنة خارج سيدي براني، قبل أن يعلن الجيش البريطاني نجاح العملية، وتدمير أغلب المخيمات والحصون وإجبار القوات القليلة الباقية على الانسحاب.
وطارد البريطانيون فلول الجيش العاشر في السلوم، البردية، طبرق، درنة، المخيلي، بيدا فوم والعقيلة على خليج سرت.