في ذكري رحيلها.. من هي القديسة ڤيرينا المُلقبة لمعلمة النظافة؟
تحي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية اليوم الرابع من شهر توت القبطي،و الرابع عشر من شهر سبتمبر الميلادي ذكري رحيل القديسة ڤيرينا المُلقبة «بمعلمة النظافة»
و حسب السنكسار الكَنسي وُلِدَت هذه القديسة من أسرة قبطية في قرية جراجوس بإقليم طيبة بالصعيد العلى واسم ڤيرينا يعني (ثمرة طيبة).
و يقول السنكسار، أن هذه القديسة نالت المعمودية على يدي أسقف يُدعى شيرامون أسقف مدينة نيلوس وهو الذي أشرف على تعليمها ونشأتها الدينية فتعلمت الصلاة ونمت في النعمة والقامة حتى صارت شابة هادئة.
و يذكر السنكسار أن والدتها كانت تباشر علي صناعة الملابس الكهنوتية،وكان عدد كبير من المسيحيين في ذلك الوقت يجاهرون بإيمانهم ضد الرومان وينالون إكليل الشهادة. وكانت فيرينا أيضًا تشتاق إلى أن تنال نصيبها من الاضطهاد والاستشهاد وكانت تزور المحبوسين من المسيحيين وتقدم لهم ما يحتاجونه.
وفي عهد الإمبراطور دقلديانوس 284 – 305 ذاع صيت الكتيبة الطبية التي كان على رأسها القائد موريس الشجاع، أصدر الإمبراطور أوامره بترحيل فرقة القديس موريس إلى غرب أوربا لمساعدة الإمبراطور مكسيميانوس ولإخماد ثورة شعب الباجور بجنوب شرق فرنسا.
واصطف جميع فصائل الكتيبة وكان عددهم ستة آلاف وستمائة وعلى رأسهم القائد موريس ومعه كبار الضباط المعاونين له وخلف الجميع وقفت القديسة فيرينا انتظارًا لتحرك الكتيبة لإخماد ثورة شعب الباجور.
ويقول السنكسار أن الإمبراطور مكسيميانوس طلب من الكتيبة تقديم البخور للآلهة الوثنية فرفض الجميع فأمر بقطع رؤوسهم جميعًا ونالوا إكليل الشهادة وعلى رأسهم القديس موريس. وأما القديسة فيرينا فبدأت سيرها نحو الشمال وعبرت جبال الألب في سويسرا واعتكفت في كهف ضيق في شمال سويسرا مع مجموعة من العذارى وكانت فيرينا تجيد حياكة الملابس وتطريزها.
وبدأت القديسة تتعلم لغتهم حتى أجادتها وقدمت معرفتها بالتمريض وعلاج الأمراض عن طريق الأعشاب الطبيعية، وكرست القديسة حياتها لله في خدمة الفقراء الذين حرصت أن تقدم لهم الطعام والعناية بالمرضى والعناية بالنظافة والاهتمام بالمظهر العام.
ويذكر السنكسار أنه عندما حان وقت رحيلها عن العالم ظهرت لها القديسة العذراء مريم ومعها بعض العذارى في قلايتها وبشرتها ببركات الحياة الأبدية ونعيم الفردوس. وامتلأت القلاية من رائحة البخور وانتقلت القديسة إلى السماء وتُعيِّد لها الكنيسة في مثل هذا اليوم.
وقد استلم قداسة البابا شنودة الثالث البطريرك المائة والسابع عشر من بطاركة الكرازة المرقسية جزء من رفات القديسة فيرينا الموجود بكنيستها بتسورتساخ بسويسرا.
كما قام نيافة الحبر الجليل الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص بإحضار جزء آخر من رفات القديسة العفيفة فيرينا من كنيستها بسويسرا، في 26/10/1998 م وتم إيداعها بالمقصورة والمزار الخاص بها في كنيستها بقرية جراجوس.
جدير بالذكر إنه يوجد تمثال للقديسة فيرينا عند مدخل السفارة السويسرية بالقاهرة " التمثال بالحجم الطبيعي ويصورها وهى ممسكة ابريقا بإحدى يديها وباليد الأخرى مشطا “، ونقشت تحت التمثال عبارة " الفتاة التي علمت سويسرا النظافة، وعلمت فتياتها العفة والطهارة.
ويوجد تمثال لها أيضا عند منتصف الجسر المقام على نهر الراين، بين سويسرا وألمانيا، ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا وحدها 70 كنيسة وفى ألمانيا 30 كنيسة، ويكرمها أهل أوروبا ويُسمون بناتهم باسمها، وتحتفل بها سويسرا والمؤسسات الرسمية فيها بإقامة المعارض والحفلات الموسيقية وزيارة الأماكن التاريخية التي ترتبط بها.