المؤلف محمد سيد بشير: استعنت بمتخصصين في فيلم العارف.. والصدفة لعبت دورًا في تأخير أعمالي السينمائية | حوار
خطى نحو العالمية بمحض الصدفة وطريقة كوميدية، ويحرص في أعماله أن تحمل أفكارًا ورسائل مُؤثرة في وجدان الجمهور، ليحصد نجاحه سنة تلو الأخرى، آخرها فيلم العارف مع الفنان أحمد عز، الذي حقق نجاحًا كبيرًا بإيرادات تخطت 60 مليون جنيه، في ظل الظروف الصعبة التي عُرض بها جراء تفشي فيروس كورونا، لكن هناك كواليس أخرى للفيلم تعود إلى عام 2017، نعرف تفاصيلها من خلال المؤلف محمد سيد بشير.
القاهرة 24 حاور المؤلف والسيناريست، فإلى نص الحوار..
هل ملف المخابرات المصرية الذي تم تجسيده كان حقيقيًا في فيلم العارف؟
لا، فهو من وحي خيالي، وكان مكتوب تنويهًا عن ذلك في بداية الفيلم.
ما أصعب شيء واجهك في تنفيذ الفيلم وكتابته؟
البحث عن شخص تقني في الهاكر ووضوح التفاصيل، وحقيقةً بذلت مجهودًا كبيرًا لكتابته، وقرأت العديد من رسائل الماجستير في الأبحاث التكنولوجية كي أتوصل للخيوط التي أنسجها لقص الحكاية وكتابتها بشكل عملي، خاصةً أنه في بداية الفيلم يتم استعراض تطور التكنولوجيا بدءًا من الحرب العالمية، واستعنت أيضًا بمتخصصين ألفا في أعمالهم.
عند كتابتك للفيلم.. هل كنت تكتب وترسم الشخصية لـ أحمد عز خصيصًا أم كانت لـ أي فنان؟
كان مكتوب خصيصًا لأحمد عز، وذلك لأنه كان يجمعنا عملًا قبل فيلم العارف، لكنه لم يكتمل، وتحمسنا بعدها لكتابة فيلم بمعايير عالمية، فعكفت على الفكرة وعندما أرسلتها له أعجبته كثيرًا، وأتذكر جيدًا أنه بعث لي رسالة على واتس آب، قائلًا: «أنت عالمي يا بشير»، ومن ثم عملنا تحضيراته مع المخرج أحمد علاء وانضمت إلينا شركة إنتاج تم تغييرها ليصبح في النهاية التعامل مع شركة سينرجي لإنتاجه.
لمَ حدث تغيير في الجهات المنتجة؟
ذلك شيء لم يكن لي علاقة به، لكن الشركة الأولى تأخرت قليلًا، فأصبح الفيلم لشركة أكبر تستطيع إنتاجه، وكان ذلك في مصلحة الجميع.
هل تدخل أحمد عز وغيّر أو عدّل على فكرة الفيلم لكونه نجمًا؟
أحمد عز من النجوم السلسين في التعامل، وحرص على ترك العنان لأفكاري والمخرج وأنصت جيدًا لنا وشجعنا، وحضر معنا كواليس التحضير والبناء وحتى في المسودات.
هناك تشابهات عديدة بين فيلم العارف ومسلسل هجمة مرتدة.. ما تعليقك؟
الصدفة والظروف لعبا دورًا، حيث ظهرا العملين بشكل متتالٍ خاصةً أنهما أعمال وطنية، لكن فيلم العارف مكتوب قبل باقي الأعمال الوطنية التي تم تنفيذها، وأول يوم تصوير له كان في شهر نوفمبر أو ديسمبر لعام 2017، وكان من من المقرر عرضه في 2018، ومن ثم تأجل لـ 2019 و2020 ليصبح في 2021 وتأخر لظروف عديدة منها تغيير شركة الإنتاج واستخراج التصاريح الأمنية وكورونا، إضافة إلى أن أحمد عز كان لديه اتفاقات على أفلام أخرى.
كيف احتفلت بنجاح فيلم العارف؟
كنت أتابع ردود أفعال الجمهور من خلال ذهابي للسينمات، ودائمًا أُركز فيما سأواصله وأنفذه في المستقبل، فبعد اطمئناني على نجاح فيلم العارف، وليت وجهتي لمتابعة أعمال القادمة والتركيز عليها، وهناك مؤلفون يخافون من كتابة أعمال ضخمة تحتاج لميزانية كبير.. ألم يكن لديك ذلك التخوف؟
الوضع هنا في العارف كان مُختلفًا، لأنني كنت مُتفقًا مع أحمد عز على تنفيذ الفيلم وتحمّس له، لكن الأمر يصبح صعبًا عندما يتم كتابة فيلم والسعي بحثًا عن نجمه ومخرجه ومنتجه.
ما رأيك في المكالمة التي دعم خلالها الرئيس السيسي الفن مع الكاتب عبد الرحيم كمال؟
أعطى الرئيس دفعة كبيرة لأصحاب القرار لإعطائنا فرص لتنفيذ أفلام بالأفكار التي نريدها ومشاريع مشابهة، بمعنى أن فيلمي العارف، وترانيم إبليس كُتبا في عامي 2017 و2018، وينتميان للأعمال الوطنية، لكن تأخر تنفيذهما بسبب استخراج التصاريح، فلم تكن العملية سلسة مثل وقتنا الحالي.
كيف خطوت للعالمية وجاءت مشاركتك بالصناعة الأمريكية بمسلسل cypher؟
بداية الموضوع كان كوميديًا، حيث كتبت مسلسلًا للموسم الرمضاني 2017، بعد مسلسل 7 أرواح في نفس توقيت تحضيري لفيلم هبوط اضطراري، وحمل اسم «ظهور مفاجئ»، وبشكل ما قرأه صديقي الفنان أحمد زاهر، وعرض الفكرة على المخرج التونسي مجدي السميري، فطلب مقابلتي وأصر على ذلك، فقابلته وأعرب لي عن إعجابه بالفكرة وطلب تنفيذها خارج مصر، فكان في مخيلتي أنه سيتم عرضه في تونس فرفضت، حيث إنني أريد تنفيذه بمصر، فرد عليّ بأنه يريد أن ينفذه خارج مصر وليس بتونس، فما كان مني سوى توقع أنه سيكون بالوطن العربي في أي دولة أخرى، وأصريت على موقفي، وفوجئت به بتوضيح أنه يريد تنفيذه وتقديمه في أمريكا، فاستغربت من ذلك وطلب مني الموافقة فقط، وهو سيُدبر باقي الأمور، وبالفعل عاد لي بعد فترة ومعه منتج أمريكي، واتفقنا على كل شيء.
كيف كنت تتابع تنفيذ المسلسل؟
أرسل لي صُنّاع المسلسل في أمريكا دعوة لحضور الكواليس ومُتابعة التنفيذ، وعندما توجهت للسفارة الأمريكية رفضوا سفري، مضيفًا بمزحة: «تقريبًا مكنوش مصدقين إن ليا مسلسل هناك ولا إيه مش عارف»، وتابعت معهم من خلال الأونلاين.
كيف لـ مسلسل رمضان يتحول لعمل ذات 8 حلقات؟
عند عرض الفكرة على المخرج مجدي السميري، كان مكتوبا فقط المعالجة، ولم يكن السيناريو قد اكتمل بعد، لكن في الجزء الثاني الذي نُحضر له هناك أحداثًا جاهزة ومكتوبة، وأتمنى تنفيذه على خير، فحتى الآن لم نمضي على استكماله بجزء ثان مع المنتج، لكن هناك موافقات مبدئية، خاصةً بعد النجاح الكبير الذي حقق بأمريكا.
لمَ اعتذرت عن المشاركة في مسلسل ملوك الجدعنة؟
اعتذرت عن المسلسل، وطلبت عدم كتابة اسمي كمؤلف عليه والاكتفاء فقط بنسب القصة لي، ولم يُكملوا أحداثه على نفس سياق فكرتي في النصف الثاني من المسلسل لعدة أسباب منها: أنني الوحيد الذي كنت أمتلك الفكرة الكاملة للقصة، وقررت اعتذاري وانسحابي بشكل مُنفرد من المسلسل، وذلك لعدم نيتي في التسبب بخسارة للشركة المنتجة، وأن تكون أقل الخسائر هي انسحابي، حيث يجب التعامل بشكل احترافي في وقت ما، وعدم التفكير في النفس فقط خاصةً بعد بناء الديكورات، وفي النهاية اتخذت القرار المُريح والملائم لي.
بالرغم من النجاح الذي حققه ملوك الجدعنة إلا أنه انتقد لكثرة احتوائه على مشاهد عنف.. كيف رأيك ذلك الانتقاد؟
من الممكن أن يكون ذلك سببًا من أسباب اعتذاري عن المسلسل.
لمَ أعمالك السينمائية قليلة؟
تعرضت لشكل من أشكال التأخير بسبب الظروف، فكان التسلسل الطبيعي لأعمال فيلم هبوط اضطراري عام 2016 والعارف 2017 وترانيم إبليس في 2018، وتخللهم أعمال درامية، وكان حظي سيء بسبب تأخير التصاريح.
غزوت عالم المنصات بمسلسل شديد الخطورة.. كيف رأيت تلك التجربة؟
كان تحدٍ كبير بالنسبة لي لأنه أول إنتاج لمنصة watch it، لكن كل من صُنّاع العمل بذل أقصى ما لديه من مجهود، فكانت بالنسبة لي التجربة ثرية، وحققنا النتائج المطلوبة، ودائمًا مؤمن بمقولة: «يفوز باللذات كل مغامر».
هل تشارك في رمضان 2022؟
نتمنى من الله، فلا يوجد حتى الآن رؤية واضحة للخطة الرمضانية باستثناء المشاريع الوطنية، وأنا لست من الأشخاص الشغوفين بالتواجد سنويًا، لكن شغفي بالتواجد من خلال مشاريع ناجحة.
ما مصير فيلم ترانيم إبليس؟
لا أستطيع البت في الأمر، لكن أعتقد أنه إذا اجتمع صناع الفيلم وانتهاء أبطاله من المشاريع التي تعاقدوا عليها سيتم تنفيذه، ويمكن بالأحرى بعد انتهاء المخرج أحمد نادر جلال من تصوير مشاريعه، ونعد الجمهور برؤية عمل مختلف عما قُدم من قبل في السينما.