يوم المحمل في عيون الرحالة ابن بطوطة
قضى ابن بطوطة 30 عاما مُتنقلًا بين بلاد العالم، التي مر بها، يُشاهد ويتأمل ويُسجّل ما يُشاهده من خلال كتابه: تحْفة النظار في غرائب الأمْصار وعجائب الأسْفار، المعروف برحلات ابن بطوطة، ومن بين ما سجّل تفاصيل يوم المحمل في مصر.
يذكر ابن بطوطة: يوم المحمل هو يوم دوران الجمل، يوم مشهود وكيفية ترتيبهم فيه أنه يَرْكَب فيه القضاة الأربعة ووكيل بيت المال والمحتسب، ويركب معهم أعلام الفقهاء وأمناء الرؤساء وأرباب الدولة، ويقصدون جميعًا باب القلعة دار الملك الناصر، فيخرج إليهم المحمل على جَمَل، وأمامه الأمير المعين لسفر الحجاز في تلك السنة ومعه عسكره، والسقاءين على جمالهم، ويجتمع لذلك أصناف الناس من رجال ونساء، ثم يطوفون بالمحمل، وجميع مَنْ ذَكَرْنا معه بمدينتي القاهرة ومصر والحُدَاة يَحْدُون أمامهم.
يضيف: يكون ذلك في رجب، فعند ذلك تهيج العزمات وتنبعث الأشواق وتتحرك البواعث، ويلقي الله العزيمة على الحج في قَلْب من يشاء من عباده، فيأخذون في التأهب لذلك والاستعداد.
معلومات عن ابن بطوطة
ابن بطوطة مُلقب بمير الرحالين، اسمه الحقيقي هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم، بدأت رحلاته التي امتدت 30 عاما عندما خرج إلى الحج، في سن الثانية والعشرين، لكنه لم يعد مُباشرة إلى بلاده، بل أخذ يرتحل ويتنقل ويُسجل ما يرى في البلاد.
تنوعت البلاد التي زارها، حيث تنقل بين الجزائر، تونس، مصر، ومنها إلى السودان، ثم فلسطين، مرورًا بسوريا ثم السعودية، وتوفي ابن بطوطة عام 1378، بمسقط رأسه طنجة.