بماذا رد الرسول على طلب علي بن أبى طالب الزواج على فاطمة الزهراء؟
وإن افتقادي فاطم بعد أحمدِ.. دليل على ألا يدوم خليلُ.. بيت شعر منسوب لأمير المؤمنين علي بن أبى طالب رضى الله عنهن يلخص حبه لزوجته السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها.
وتحل اليوم ذكرى زواج السيدة فاطمة الزهراء، بنت النبي صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، والتى توافق يوم 15 سبتمبر من عام 625.
كانت فاطمة الزهراء أحب بنات النبي-صلى الله عليه وسلم- إليه، وعلي بن أبي طالب أحب الرجال، وعند انتقالها للمدينة إلى جوار أبيها، كانت قد أصبحت شابة، وطمح الكثيرين في نسب الرسول، فتوافد إليها الخاطبون من كل حدبٍ وصوب، إلا أن رسول الله فضل عليًا، وزوجها منه، حتّى يكون بهذا قد جمع بين أكثر من يحب، وارتضى لها من رباه علي يديه، وكبر أمام عينيه.
عاشوا حياة تناولها الكثيرين بالدراسة، وتوقفوا أمامها متأملين، فقد جمع الإثنين المحبة والرضا والكرم والجد، كان علي يعمل ويكدح لا يمل ولا يتهاون، وفاطمة تعاونه على كل شيء صغُر أو كبُر، ثم أنجبا سويًا الحسن والحسين، وفاطمة وآمنة، وكان رسول الله يحب الحسين حبًا كبيرًا فقال عنه «حسين مني وأنا من حسين».
رسول الله يغضب من أجل فاطمة الزهراء
لم ترى فاطمة الزهراء من النبي إلا المحبة والتدليل، فجاءته ذات يومٍ باكية، تشكي إليه بأن علي بن أبي طالب، يريد أن يتزوج فاطمة بنت أبي الحكم، المعروف بأبي جهل، فلما انتهت من شكوتها، هدأ رسول الله من روعها، وطمئنها، وانتظر حتى أذن بلال بالصلاة، فصلى النبي بالمسلمين، ولما انتهى صعد إلى المنبر، وقال ووجهه يملأه الغضب والانزعاج: أمّا بعد، أيها الناس، إن فاطمة بضعة غالية مني، فمن أحبها أحبني، ومن أبغضها أبغضني، وقد علمت أن آل الحكم يريدون أن يستأذنوني أن يزوجوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، اللهم إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم.
عندما رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ربه، كانت فاطمة الزهراء أول من رحل إليه من آل بيته الشريف، حيث توفيت بعده بـ 6 أشهر، وكانت علمت بأنها ستموت، فأخبرت علي بن أبي طالب بأنها ذاهبة إلى ضيف، فلما سألها متى ستعودين، قالت: لا أرجع إلى يوم القيامة، قال لها علي: ما هذا الكلام يا فاطمة؟ من أخبرك بهذا والوحي منقطع!، فقالت: رأيت البارحة أبي رسول الله في المنام وقال لي يا فاطمة، طال العهد واشتد الشوق، وأنا منتظرك.