كيف استقبلت دول المصب بيان مجلس الأمن حول سد النهضة؟
«ترحيب مصري سوداني، وغضب إثيوبي».. هكذا بدا المشهد على امتداد ضفاف نهر النيل، حول البيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن الدولي، بشأن سد النهضة الإثيوبي، فخلال الساعات الماضية، أعربت وزارة الخارجية السودانية، عن استعدادها للانخراط في أي عملية تقود إلى مُفاوضات بناءة حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بين الدول الثلاثة.
في بيان لها اليوم، شددت الخارجية السودانية، على ترحيبها بالبيان الرئاسي الصادر من مجلس الأمن الدولي، حول أزمة سد النهضة الإثيوبي، مؤكدة استعدادها للانخراط البنَّاء في أي عملية تقود إلى استئناف التفاوض، تحت مظلّة الاتحاد الإفريقي، بهدف التوصل إلى اتفاق مُلزم للدول الثلاثة، توافقًا مع الفقرة الخامسة من البيان، والتي تعطي المراقبين دورًا تيسيريًا في عملية التفاوض.
السودان أشار إلى أن البيان الصادر من مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء، يعكس اهتمام المجلس بهذه المسألة بالغة الأهمية، وحرصه على إيجاد حل لها، تلافيًا لتداعياتها على الأمن والسلم في الإقليم.
في حين، أكدت مصر أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن حول سد النهضة، وعلى ضوء طبيعته الإلزامية، يُمثل دفعة هامة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الإفريقي التفاوضي، وهو ما يفرض على إثيوبيا الانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزِم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة على النحو الوارد في البيان الرئاسي لمجلس الأمن.
سد النهضة الإثيوبي
رحبّت مصر في بيان لوزارة الخارجية، بالبيان الرئاسي الصادر، عن مجلس الأمن، في إطار مسئولياته عن حفظ السلم والأمن الدوليين، والذي شجّع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة، في إطار المسار التفاوضي الذي يقوده رئيس الاتحاد الإفريقي، بغرض الانتهاء سريعًا من صياغة نص اتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك في إطار زمني معقول.
في حين انتقدت إثيوبيا بيان مجلس الأمن الدولي، بشأن سد النهضة، قائلة إنها لن تعترف بأي مطالب تترتب على أساس البيان الرئاسي الصادر عن المجلس، مستطردة أنه من المؤسف أن يتدخل المجلس في مسألة الحق في المياه والتنمية، معتبرة أنها خارجة عن نطاق اختصاصات المجلس.
الخارجية الإثيوبية في ردها على البيان الصادر من مجلس الأمن الدولي، رحبت بما وصفته دعوة أعضاء مجلس الأمن إلى عودة المُفاوضات الثلاثية برعاية الاتحاد الإفريقي، إلا أنها اعترضت على تدخل المجلس في هذه المسألة، وهو الموقف الذي أبداه وزير الري الإثيوبية، أثناء حضوره لجلسة مجلس الأمن حول السد في يوليو الماضي.
في بيان له صادر أمس الأربعاء دعا مجلس الأمن الدولي، مصر والسودان وإثيوبيا، إلى استئناف مفاوضات سد النهضة الإثيوبي برعاية من الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى إحاطته علما باتفاق إعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث، في مارس 2015، وبالمفاوضات الجارية، مشددًا على التوصل على وجه السرعة إلى اتفاق ملزم ومقبول لجميع الأطراف، بشأن ملء وتشغيل السد، خلال فترة زمنية معقولة.
حث المجلس، المراقبين الذين تمت دعوتهم لحضور المفاوضات التي يقودها الاتحاد الإفريقي وأي مراقبين آخرين قد تقرر مصر والسودان وإثيوبيا دعوتهم بالتراضي بينهم بشكل مشترك، لدعم المفاوضات، بهدف تسهيل حل القضايا الفنية والقانونية العالقة.