باحث أثري: المرأة المصرية القديمة أول من عرفت الزينة ومستحضرات التجميل
قال أحمد عامر، الباحث الأثري، إن المصريين القدماء اعتنوا بالتجمل في مختلف مناسبتهم الدينية والاجتماعية مثل احتفالهم بالنصر في معاركهم الحربية أو احتفالاتهم الاجتماعية، مثل حفلات تنصيب الفرعون وحفلات الزواج، ويرتبط التجميل بما يتطلبه من مواد توارثوا صناعتها منذ أقدم العصور أو استوردوه من البلاد المجاورة أو التي فتحها، وهي مواد لا تزال تُستعمل في مصر حتى يومنا هذا.
أضاف الباحث الأثري في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن المرأة المصرية القديمة أول من عرفت الزينة ومستحضرات التجميل، لافتًا إلى أن المصريين القدماء كانت لديهم مُنتجات للتجميل ولتجديد البشرة وتقوية الجسم وآخري لإزالة البقع وحبوب الوجه، كما أنهم كانوا يستعملون مسحوق المرمر أو مسحوق النطرون أو ملح الشمال ممزوجًا بالعسل لتقوية البشري، كما وجدت لديهم وصفات أخرى أساس تركيبها لبن الاتان، أما جلد الرأس فقد كانوا يعتنون به عناية كبيرة ودائمة كانت تتمثل تارة في انتزاع الشعر الأشيب من الرأس أو شعر الحاجبين، كما عرفوا أن زيت الخروع أحسن علاج لتلافي الصلع أو إعادة نمو الشعر، وكذلك عالجوا النمش وتجاعيد الشيخوخة والبقع التي تشوه الجلد.
أشار عامر إلى أن زينة المرأة كانت حدثًا هامًا مثل زينة زوجها، وتبين لنا بعض النقوش كيف تتم زينة إحدى محظيات البلاط الملكي، حيث نجدها قد جلست على مقعد مريح ذي مسند كبير للظهر ومتكآت جانبية ممسكة بيدها مرآتها المصنوعة من الفضة ذات مقبض من الأبنوس والذهب، بينما تقف عاملة الزينة قد انتهت من عمل مجموعة من خصلات الضفائر الصغيرة بأصابعها الرقيقة الماهرة، وقد حجزت خصلات الشعر المتناثرة التي لم تتناولها بعد بمشبك من العاج.
عرفت المرأة المصرية «المشط» لتصفيف شعرها، وهما نوعين أحدهما: بسيط ذو صف واحد من الأسنان، والآخر ذو صفين، وكانت عادةً تُصنع من الخشب أو العاج في العصور القديمة جدًا، ومن أروع ما نراه على جدران المقابر، ذلك المنظر الذي يمثل إبنتي أوسرحات، كبير كهان طيبة في عصر الأسرة الثامنة عشرة، وقد بدت كل منهما في أبهى زينتها، ونجد أنه من أجل الترفيه عند السيدة، كُلف خادم بإحضار كأس صبّ فيه شرابًا من قنينه، ويقول عندما يُمس الكأس شفتي سيدته: «في صحة قرينك الكا»، وقد كان سمة الحياة عند المصريين القدماء حيث أنه قد شمل كل نواحي الحياة، كما أن الجمال لم يقتصر على الآلهة والملوك، حيث إنهم عرفوا مستحضرات التجميل وصنفوها من مركبات كيميائية معقدة.
استكمل الباحث الأثري: أهم لوازم المرأة المصرية منذ أقدم العصور، المرآة التي تنعكس صورتها على صفحتها المعدنية، وتُصنع المرايا النفيسة من الذهب أو الفضة، وتعد من الأدوات التي لا غنى عنها للمرأة، كما أننا نجد الحضارة المصرية القديمة كانت مٌُتقدمة جدًا في صناعة الصبغات والعقاقير الطبية، ومن هنا جاء الخليط السحري بين الطب والتجميل، كما أكدت الدراسات أن الملكة كيلوباترا، قد استخدمت زيت الحلبة في إزالة التجاعيد والنمش من بشرتها، ونجد مئات الوصفات في البرديات لعمل مُستحضرات لا تختلف في مُكوناتها كثيرًا عن مُستحضرات التجميل الحديثة، ونستطيع الاستدلال من ذلك عن طريق الآثار التي تم العثور عليها، وأيضًا التي نُقشت على الجدران، والوصول إلى الأساليب التي اتبعتها المرأة المصرية لإضافة اللمسات الرقيقة إلى جمالها، كما أمكننا أيضًا التعرف على الأدوات والمواد التي كانت تستخدمها في عمليات التجميل.