الذكرى الـ 39 لـ مجزرة صبرا وشاتيلا.. تفاصيل 3 أيام من الهلع عاشها أطفال فلسطين وأمهاتهم على يد الاحتلال
لم تكن المجزرة الأولى وهي أيضًا ليست الأخيرة، فهي واحدة من أبشع المذابح التي اُرتكبت ضد الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة، والتي تمت على يد المجموعة الانعزالية اللبنانية المتمثلة في حزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي والجيش الإسرائيلي في حي صبرا ومخيم شاتيلا.
تحل اليوم 16 سبتمبر عام 1982، الذكرى الـ 39 لمجزرة صبرا وشاتيلا، تلك الواقعة التي هزت كيان العالم لتخليدها آلاف الأرواح والضحايا من اللاجئين الفلسطينيين، وبيّنت انتهاكات الغاضب المُحتل.
في مثل هذا اليوم، ذبحت قوات حزب الكتائب اللبناني، بالاشتراك مع القوات الإسرائيلية خلال الحرب العربية الإسرائيلية والمعروفة بحرب لبنان، آلاف من اللاجئين العُزّل من فلسطين في مخيم صبرا وشاتيلا، ووصل عدد القتلى حينها 4000 شخص، أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ.
ذلك الوقت، كان المخيم مُحاصرًا بالكامل من قِبل الجيش الإسرائيلي بقيادة رفائيل إيتان، وجيش لبنان الجنوبي بقيادة إيلي حبيقة، وبدأت قوات لبنان الدخول إلى المخيم وتنفيذ المذبحة باستخدام مختلف الأسلحة، وقيام الجيش الإسرائيلي بقذف القنابل ومنع هروب أي شخص، وبالتالي تسهيل المهمة على عناصر حزب الكتائب اللبناني.
قتلت القوات سكان المخيم المدنيين بلا قلب، حيث وُجد أطفال في سن الثالثة والرابعة غارقين في دمائهم، ونساء تم اغتصابهن أولًا ثم إنهاء حياتهن، وحتى الحوامل فُتحت بطونهن، بالإضافة إلى ذبح وقتل الرجال والشيوخ، فكانت ثلاثة أيام من القتل المستمر دون رحمة.
حسبما بيّنت مذكرات رفائيل إيتان، رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي وقت وقوع المجزرة المريعة، ففي صباح يوم الخميس، بعدما صارت بيروت تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي، شاهد رفائيل عناصر مقاتلي الكتائب اللبنانية تستعد للدخول إلى مخيمي صبرا وشاتيلا، قائلًا: لم أتوقع منهم القيام بأعمال وحشية في مخيم اللاجئين الفلسطينيين.
على الرغم من بشاعة المذبحة التي تسببت في سيلان بحور من الدماء، فإن المجتمع الدولي لم يقدم الجناة أو قادتهم إلى المحكمة، ولم يُعاقب حتى الآن مرتكبي المجزرة على فعلتهم، حيث اقتصر الأمر على لجان تحقيق لم يلحقها متابعات قانونية.