الخميس 26 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حصار وتهجير وأسلاك مكهربة.. كيف قبضت إيطاليا على عمر المختار؟

عمر المختار
ثقافة
عمر المختار
الخميس 16/سبتمبر/2021 - 06:03 م

عمر المختار، شيخ المجاهدين، ورمز المقاومة الليبية، الذي وهب حياته في سبيل أن ينال وطنه الحرية، ففي ‏مثل هذا اليوم 16 سبتمبر من العام 1931، سيق عمر المختار وهو مُكبل بالسلاسل، أمام 20 ألف ليبي، ‏ووسط بنادق الطليان، وتحت طائرتهم المحلقة، تم إعدام الشيخ، بعد رحلة طويلة من الكفاح صارت من ‏بعده رمزًا وأملًا لكل وطن مغتصب.‏

دارت في أواخر أيام حياة عمر المختار العديد من المفاوضات بينه وبيت الطليان، فوصل إلى ليبيا القائد ‏الإيطالي بادوليو، بأمر مباشر من موسوليني، وأخذ يجمع القبائل الليبية ليدعوهم إلى سلام مع إيطاليا، ‏بشروط إيطالية، تقيد من دور الليبيين داخل بلادهم، وتحجم من المقاومة المسلحة، حتى تصفوا لهم ‏الأجواء.‏

وجاء رد الليبيين بتوجيه الهجمات على مختلف المعسكرات الإيطالية، بالأخص في الجبل الأخضر، وفي ‏الجنوب، وفي 13 يونيو، نجح الإيطاليون في عقد جلسة، بين عمر المختار وبين بادوليو، ودارت فيها ‏المفاوضات بين الطرفين، وعندما سأل بادوليو المختار، ما الداعي لتلك الحروب، أجاب، بأنه لولا الحروب، لما كان ‏هناك عربي واحد يسير على أرض ليبيا، وانتهى اليوم بعقد هدنة لشهرين، يتوقف فيهما القتال، على أن ‏تستمر المفاوضات في تلك الفترة.‏

خرق الهدنة ووصول الجنرال غراتسياني بهدف القبض على عمر المختار

لكن إيطاليا لم تحترم العهود، وقامت بخرق تلك الهدنة ودارت عجلة القتال بين الطرفين مرة أخرى، وفي تلك ‏الفترة، وصل إلى بني غازي الجنرال غراتسياني، في مارس 1930، والذي تم إسناد إليه مهمة قيادة القوات ‏للقضاء على المقاومة الليبية، والقبض على عمر المختار.‏

باشر غراتسياني عمله بنزع السلاح من المدنيين، وفصل المناطق السكنية عن المجاهدين قدر الإمكان ‏بترحيلهم من بلادهم، وأنشأ محكمة متنقلة، تحكم على أي مشتبه به بالإعدام فورًا، وغير نوع السلاح الذي ‏يحمله المجاهدين، ومنع الاتصال مع مصر، وخصص فرقة من أكفأ جنوده، زودهم بالسلاح الحديث مع دعم ‏من الطائرات المقاتلة.‏

ولزيادة حصار جنود عمر المختار، تم مد أسلاك شائكة مكهربة، على الحدود المصرية الليبية من أول البحر ‏المتوسط وبطول 280 كيلومتر، ثم بعد ذلك تم تفريغ الجبل الأخضر من سكانه، وفرض حصار من 13 ألف ‏جندي إيطالي مدعوم بالأسلحة الحديثة، تغطيه الطائرات الحربية، وفي 25 أغسطس 1931، ألقي القبض ‏على قافلة، حاولت الوصول إلى مصر، ووجدوا معهم رسائل من عمر المختار، إلى أمراء مصريين وأشخاص ‏مسؤولين لطلب المساعدة.‏

وفي 11 سبتمبر في معركة غير متكافئة، بين الطليان وجنود عمر المختار، أصيب جواد المختار بطلقة في ‏رأسه فسقط على الأرض وتحته المختار، الذي وجد الجنود يطوقونه في لحظات ويكبلونه بالسلاسل، ليقع ‏بين أيديهم الرجل الأول في المقاومة الليبية، والأسطورة التي أرقتهم طوال أعوام تواجدهم في ليبيا.‏

قامت قوات إيطاليا في 15 سبتمبر 1931، بتخصيص عراباتها وقطاراتها، لنقل 20 ألف مواطن ليبي، كلهم ‏من المعتقلين، والمقاتلين المأسورين، وسط حراسة الطائرات والبنادق الليبية، ليشاهدوا عمر المختار وهو ‏معلقًا على المشنقة، من أجل ترويعهم، والعمل على تثبيط عزيمتهم، وصعد البطل عمر المختار على منصة ‏الإعدام مرفوع الرأس، دون أي تراجع أو اهتزاز، وذلك في 16 سبتمبر، ليلقى ربه، وتعيش فكرته للأبد.‏

تابع مواقعنا