زهرة اللوتس والصقر المصري يثيران الجدل على واجهة مسجد بالفيوم.. ومُصصمه يكشف التفاصيل| صور وفيديو
يُزين جُدرانه الطُراز الفرعوني برسومات من زهرة اللوتس، والصقر المصري، دهان ذهبي لامع اللون يُزين الأعمدة والواجهة، ولفظ الجلالة يُشع نورًا من أعلى الواجهة والصقر، وهُنا تستحضرنا الآية الكريمة من سورة النور، «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فيها مُصباح»، عندما ترفع عيناك لأعلى ترى شكلًا يُشبه القصور الفرعونية، الواجهة والأعمدة تأخذك بعيدًا جدًا، لتفكر بضع ثوانٍ عند الوهلة الأولى للمسجد، قصر أم مُتحف؟، إلى أنِّ تحدق عيناك فترى رسومات إسلامية ولفظ الجلالة على الجدران والواجهة، لتكتشف إنَّه مسجد ذات الطُراز الأول.
باب المسجد مخُتلط مابين البُني والأسود، يُشبه باب المُتحف، وبه 5 دلالات من الأعلى تدل على أركان الإسلام الخمس، كان أعلاه رسومات فرعونية تخطف الأنظار بمجرّد النظر، إنِّه مسجد إبراهيم عبد اللطيف ميزار، والذي يقع بقرية النّزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، والذي أثارت رسوماته الفرعونية جدلًا واسعًا على السوشيال ميديا إلى أنِّ تطرق الأمر بغلق المسجد لحِين الانتهاء من محو الرسومات الفرعونية ومنها الصقر واللوتس، والبت في هذا الأمر لافتتاحه مرة أخرى أمام المُصلين تباعًا.
عند تسلّق سلالم هذا المسجد، كأنك داخل قصر أو مُتحف من الطُراز المعماري الأول، مسجد يخطف الأنظار، مُنذ الوهلة الأولى، تم إنشاء هذا المسجد، في عام 1947، مُنذ أيام الملك فاروق، والآن تتراوح مساحته نحو 600 مترًا بعد إضافة مساحة له مُنذ فترة وتم توسعة المسجد.
جاءت فكرة تصميم المسجد بالشكل الفرعوني، من المهندس المعماري أحمد السيد ذكي، مُصمم المسجد، والذي أوضح لنا، أنِّ هذا المسجد قديم، مُنذ سنوات لعائلة والي ميزار باسم إبراهيم عبد اللطيف ميزار.
«القاهرة 24».. التقى لأول مرة المهندس المعماري أحمد السيد ذكي، مُصمم المسجد الفرعوني بالفيوم عبر بث مُباشر:
قال المهندس أحمد السيد ذكي، مهندس معماري، والمسؤول عن تصميم المسجد الفرعوني بالفيوم، إنَّه صمم مسجد إبراهيم عبد اللطيف ميزار، بقرية النّزلة التابع لمركز يوسف الصديق بالفيوم، على الشكل الفرعوني من الخارج، لعشقه الحضارة الفرعونية ومدى اعتزازه بها، وقرر أنِّ يُصممه بشكل مختلف، مع دلالات أيضًا إسلامية.
وأضاف مُصمم المسجد الفرعوني بالفيوم، خلال حديثه لـ «القاهرة 24»، أنِّ الفراعنة لم يأتي قبلهم أو بعدهم مثلهم، وهذا التصميم من حُبه الشديد للحضارة الفرعونية، لذلك صمم هذا الشكل:«حبيت أثبت شئ بحبه»، الأمر لم يكُن فيه أي تعارض في أخذ الشكل الفرعوني مُنذ بداية التصميم، المسجد أخذ دلالات فرعونية، ويحوى دلالات وعبارات إسلامية كثيرة في المسجد، مُستنكرًا: لم يلفت الانتباه سوى الشكل الفرعوني بالرغم من وجود دلالات أخرى إسلامية!.
وعبرَ المهندس قائلًا: «مجبناش حاجة من برا هذه حضارتنا التي ورثناها، وأعشق العمارة الفرعونية»، وتساءل مستنكرًا ولماذا لم يُصمم المسجد بالشكل الفرعوني؟.
وأوضح المهندس، استلمت هذا المسجد في عام 2006، ومُنذ عام 2006 حتى 2010، لم تُدخل أي تصميمات فرعونية في المسجد، كان عبارة عن تصميم صغير، قُمنا وقتها بعمل تصميم يُناسب المساحة الصغيرة، ولم يعترض أحد وقتها على شكل المسجد، وبعد أنِّ وجدت إحباط الأهالي من شكل وصغر مساحة المسجد، قررنا إضافة مساحة أخرى للمسجد، فتم توسعة المسجد وبدءنا مرة أخرى في عام 2010 التجديدات للمرة الثانية بالتصميم الفرعوني ولكن كان بالطوب الأحمر حتى شهر مضى بهذا التصميم.
واستكمل المهندس، مُنذ نحو شهر بدأنا في استكمال التجديدات والدهانات، واستكملنا بتصميمات فرعونية تُناسب التصميم الأول لأن الخرسانات كانت موجودة بالفعل، فقررنا نُصممه بشكل مُختلف وقوي ففكرنا نُصمم مبنى له قيمة، وأول الأفكار التي ترددت في ذهني وعرضتها على أئمة المسجد حينها تصميم مسجد على الطُراز الفرعوني، وبالفعل وافقوا على فكرة التصميم بالطُراز الفرعوني، ومن هُنا بدأنا التصميم في المسجد بهذا الشكل الفرعوني.
ولفت مُصمم المسجد الفرعوني بالفيوم، إلى أنِّ واجهة المسجد استمرت نحو 10 سنوات بالطوب الأحمر فقط بهذا الشكل، فقررنا البدء في استكمال المسجد، ومن ذلك بدأنا التجديدات مُنذ ما يقرب من 30 يومًا، فظهرت الرسومات الفرعونية منها رسومات من زهرة اللوتس وصقر على واجهة المسجد بعد الدهان.
وأكد المهندس، لم أضع أي كتابة فرعونية في تصميم المسجد، ولا أي نصوص للآله، أخذت التصميم الخارجي فقط فرعوني، وعليه دلالات إسلامية، فعلى جانبي المسجد ويعتبران المدخل الرئيسي للمسجد، أساسيات في العمارة الفرعونية وضعت ذلك ودوّنت عليهم «بسم الله»، ولا يوجد أي شئ خطأ في وضع زهرة اللوتس في التصميم.
وتابع، تم إزالة الرسومات الفرعونية من على المسجد، والصقر المصري من على واجهة المسجد، وكان القصد منه مجرّد تميمة فرعونية، وكان متداولًا في أيام الحصاد في الريف المصري فليس منه أي مشكلة تستدعى لهذا الجدل من المستنكرين لذلك.
تعود التفاصيل، إلى قد أغلقت مديرية الأوقاف بالفيوم، مسجد إبراهيم عبد اللطيف ميزار بقرية النّزلة التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، عقب انتشار صورًا لتجديد المسجد بالشكل الفرعوني بعد إظهار الرسومات بعد عملية الدهان، على السوشيال ميديا والتي آثارت جدلًا واسعًا.
وأكد مصدر بالأوقاف، في تصريح لـ القاهرة 24، أنِّ مسجد قرية النّزلة، والذي آثار جدلًا واسعًا في الساعات الأخيرة، تم غلقه لحين الانتهاء من محو الرسومات الفرعونية، وعمل رسومات أخرى بدلًا من الفرعونية بالشكل الإسلامي، مُشيرًا أنِّ هذا المسجد بُني مُنذ سنوات عديدة، ويُجرى الآن بعض التجديدات فيه.
