ذاكرة الأمثال 53.. تعرج قدام مكسح
تمثل الأمثال ذاكرة تحفظ تراث الشعوب وما يؤمنون به من عادات ومعتقدات والأمثال أيضًا، قد تعبر عن الطبقة الاجتماعية التي يتحدث بها قائلوها، فالأمثال ليست كلاما يقال لمجرد التسلية أو اللهو.
والمناسبات التي تستدعي قول الأمثال أكثر من أن تحصى أو تعد، ومن الأمثال الشائعة بين الناس منذ القدم قولهم: تعرج قدام مكسح؟!
والمقصود أن لا فائدة من ادعاء أنك أعرج الذي لا يستطيع مساعدتك وإعانتك في حين أنك تتعمد العرج إظهارا للعز وطلبا للشفقة وطلبا للإعانة.
ويضرب المثل لمن يتظاهر بأمر للاستفادة منه فيخطئ في استعماله في غير موضعه، ويرويه بعضهم: ما تعرجش أمام مكسحين» ويقول البعض: يعرج في حارة المكسحين.
زعله على طرف مناخيره
من الأمثال الطريفة أيضا: زعله على طرف مناخيره، أي: غضبه على طرف أنفه، وهو مثل يضرب للإنسان سريع الغضب، والتشبيه مأخوذ مما يحدث مع الأخرس لأن من عادتهم إذا أرادوا إغاظة الأبكم أن يحك له أحدهم بإصبعه على أنفه فيغضب. ولذلك يقال للسريع الغضب في مثل آخر: زي الأخرس لما يحكوا له على طرف مناخيرهم.
ومن الأمثال أيضا زي بوابة جحا؛ وسع على قلة فايده والمقصود بهذا المثل أنه كان هناك بوابة يراها الحجاج بالصحراء في طريق الحج يزعمون أنه من بناء جحا فيضحكون عند رؤيته، ويضرب المثل للشيء ليس منه فائدة كالباب يبنى في الصحراء عبثا.