عفاف راضي.. الإبداع الحقيقي يظل ولا يُنسى بابتعاد صاحبه
تستعد الفرقة للعزف على المسرح، والمايسترو سليم سحاب يجري التحضيرات النهائية قبل بدء الحفل، بينما الجمهور في حالة من الترقب للحظة صعودها ورؤيتهم لها بعد غياب مر عليه سنون كثيرة، ثم تطل الفنانة القديرة عفاف راضي، فتتحرك مشاعر الجمهور مرحبين بها بعبارات مثل: «وحشتينا يا عفاف.. متغيبيش عنا تاني».
بدأت عفاف راضي حفلتها بـ وحشتوني وسط هتافات كبيرة من الجمهور، وأخذتهم في رحلة بالعودة بالزمن، وكان صوتها هو بوابة عبورهم لزمن الفن الجميل، حيث قدمت عددًا من أغنياتها التي اشتهرت بها.
جاءت عودة عفاف راضي بعد غياب ما يقرب من 11 عامًا، في ذكرى وفاة مكتشفها، وكأنها تؤكد على أنه دائما الداعم لها سواء في حياته أو بعد مماته، إذ أحيت كريستالة الغناء ذلك الحفل بمناسبة ذكرى رحيل الموسيقار بليغ حمدي.
عفاف راضي وبليغ حمدي
صوت عفاف راضي خلال الحفل كان في قمة تألقه وبريقه، فلم يتأثر صوتها سواء بفترة الغياب أو حتى السن، فخلقت بصوتها وإحساسها حالة من المزج بين إبداعات المُلحن الشيطان حسب وصف النقشبندي له، بليغ حمدي، والصوت الناضج الذي درس الغناء الأوبرالي، وطوعه لصالح الغناء الشرقي.
أكد حفل عفاف راضي على ما عودتنا الأيام عليه، وهو أن الإبداع الحقيقي النابع من القلب، يعيش عمرًا أطول من عمر مبدعه الحقيقي، فغابت عفاف راضي عن الوسط الفني، إلا أنه بعودتها وجدنا الجمهور في الحفل يردد أغانيها ويطلب منها غناء البعض تحديدًا وكأنها لم تغب، ورحل بليغ حمدي إلا أن الجميع مازال يغني أعماله بل ويحاول الوصول لمستواها.
حمل الحفل مفاجأة لجمهور عفاف راضي، إذ صعد صوت شاب حمل الموهبة بالوراثة وطورها بالتدريب، وهي مي كمال، ابنة عفاف راضي، وقدما معا أغنية «عطاشى».
حفل عفاف راضي
قدمت الفنانة عفاف راضي الفاصل الثاني من الحفل، تحت قيادة المايسترو سليم سحاب، وبحضور خاص للدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والتي بدر منها لفتة جميلة، حيث صعدت على المسرح فور انتهاء عفاف راضي من الغناء، مما يؤكد على تشجيع واحترام الدولة للرموز الفنية الكبيرة.
