الفصل بخمسة جنيه.. عاملة نظافة باليومية تناشد مسؤولي الدقهلية بحقها في التثبيت
سعدية السيد أحمد، عاملة نظافة تبلغ من العمر 33 عامًا من محافظة الدقهلية تستيقظ يوميًا في تمام الساعة السادسة صباحًا، مرتدية زيها الكحلي في يديها ممسكة للمقشة، وبالأخرى كتاب ذكر للسنة النبوية، ووجهها يحمل ابتسامة من الرضا، وبظهر متكأ من تعب الزمان تتصافح مع العاملين بالمدرسة المهنية بمدينة السنبلاوين، وتلقي عليهم السلام.
وتروي سعيدية خلال حديثها لـ القاهرة 24، إنها كانت تعمل في العديد من المهن منذ صغرها لكي تبحث عن عمل لتكون قادرة أن تعول لـ3 أولاد ليعيشوا حياة كريمة مليئة بالرضا، مضيفة أنها تخرجت من دبلوم فني صناعي، وتعلمت القراءة والكتابة وتتابع مع ابنها الصغير دروسه في المدرسة قائلة، «بقعد معاه كل يوم 4 ساعات بعلمه بإيدي مبيروحش دروس معيش فلوس ليها ومع ذلك بيطلع من الأوائل ربنا دايما بيعوض».
وأضافت عاملة النظافة، أنها الوحيدة في المدرسة التي تقوم بهذا الدور ولا يوجد غيرها فتقوم بنظافة 26 فصل بمفردها يوميًا، فكل فصل تؤجر عليه بـ5 جنيه، لافتة أنها راضية بما تفعله وفخورة بنفسها أن لها دور في المجتمع بأن تستيقظ كل صباح لتطمئن على زوجها المريض وأبنائها لتذهب لعملها.
أكدت أن عملها باليومية وليس لها أجر ثابت كل شهر، فالعديد من المعلمين داخل المدرسة يقوموا بتجميع المال فيما بينهم ليقدموا لعمال النظافة لتنظيف دورات المياه، والأحواذ والملاعب وغرف المعلمين، مطالبه بتثبيت عملها أجرها لأنها تنظر في المستقبل بأن يكون لديها معاش يعولها ويعول زوجها وأبنائها.
سعدية رأت الكثير من متاعب الحياه تزوجت في سن 15 عام، وتلقت العديد من الصدامات فالتجربة ليست بسيطة على الاطلاق بصوت مرتجف وبدموع في عينيها قائلة" في من ضمن المعاناة التي رأتها لم يكن لديها في بيتها جنيه ونجلها الرضيع، يصرخ من الجوع وزوجها يتألم من المرض، ونجلها الآخر لم يكن لديه حذاء لذهابه المدرسة مثل باقي زملائه.
استكملت في حديثها لـ القاهرة 24، أنها في البداية كانت تسافر من مركز أجا إلى مدينة السنبلاوين على مشيا وكانت في ذلك الوقت حامل بطفلها الأخير بسبب عدم توافر المال لركوب وسيلة مواصلات لتذهب للمدرسة لتحصل على 10 جنيهات تأخذهم وتكون بكامل الرضا
اختتمت سعدية، أنها تريد أن يكون لديها ورقة تثبت داخل المدرسة أنها تعمل لتشعر أنها موظفه لا تقل جهدًا عن باقي العاملين بالمدرسة، داعية “ يا رب اللي جاي يكون خير ويشفي زوجي وأولادي يحققوا اللي بيحلموا بيه وأقدر أكون ضهر وسند ليهم وقت ما يحتاجوني”.