السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

السيدة من تل أبيب.. ثنائية الوطن والمنفى عند الروائي الفلسطيني ربعي المدهون

غلاف الرواية
ثقافة
غلاف الرواية
السبت 18/سبتمبر/2021 - 07:04 م

رواية السيدة من تل أبيب هى العمل الأول للكاتب الصحفي والروائي الفلسطيني ربعي المدهون صدرت عام  2010 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر فى بيروت.
تدور حول وليد دهمان الذى يسافر ويترك أهله فى فلسطين قبل نكسة 1967، ويعمل كصحفى فى إنجلترا ويتزوج هناك ويحصل على الجنسية البريطانية.. فى أحد الأيام يرى فى بريده رسالة من عادل البشيتى وهو فلسطيني يعمل في ألمانيا ومتزوج ولدية أبناء هناك، وقد كان يحب فتاة تدعى ليلى دهمان قبل سفره وقد تزوجت غيره، وقد علم أن زوجها قد قتل.. فطلق زوجته ويريد الزواج منها ومساعدة وليد له لأنها قريبته.. فأهمل رسالته لفترة طويلة فهو قد ترك فلسطين منذ زمن بعيد.. ثم فجأة رجع إليها وكتبها كرواية ولكن لم يستطيع وضع نهاية لها.. فاقترحت علية زوجته البريطانية أن يذهب إلى فلسطين ويساعده في حل مشكلته ويكتب نهاية واقعية لروايته،  وبالمرة يرى أمه التي لم يرها منذ 38 عاما وهى الباقية الوحيدة من أسرته وتعيش مع أبناء عمه فى غزة.
ركب الطائرة المتجهة إلى تل أبيب في طريق العودة إلى غزة، وكانت تجلس بجواره في الطائرة فنانة إسرائيلية تدعى دانا أهوفا من اليسار الإسرائيلي وحركة السلام الآن.. تحكي له عن حملها من نورالدين وهو إبن أمير عربى كبير. 
يرى أمه وأقاربه ويساعد عادل فى الزواج من ليلى ثم يعود إلى لندن.. تطلب دانا لقاءه بأقصى سرعة لكشف أسرار علاقتها بنورالدين.. فيذهب إليها فيجدها وقد تم إلقائها من فوق أحد العمارات في ظروف غامضة، وتدور الشبهات حول الموساد الإسرائيلي ومخابرات بلد نورالدين العربي التى لم يذكرها المؤلف خوفا أو تجنبا للمشاكل المتوقعة أو قد انتحرت وهو الحل الذى يرضى جميع الأطراف.

 

 

بدأت الرواية بسرد طويل وممل لا يقدم ولا يؤخر وفصول كثيرة من البكاء على اللبن المسكوب، وسرد تاريخي وجغرافي عن المناطق الفلسطينية تحت الاحتلال فى ثنائية الزمان والمكان.. ثم تطورت أحداثها سريعا حيث جاءت ذروتها مع تشابك الخيوط الدرامية فى نهايتها القاتمة التي تدعو لليأس والتشاؤم  وعكس سريان الأحداث، ولكنها نهاية منطقية وواقعية لكل ما جرى.

الحوار

يؤخذ على الكاتب حواره بالعامية الفلسطينية وبعض كلماتها غير مفهومة على المستوى العربى، ولكن جمله قصيرة ومعبرة عن واقع الإنسان الفلسطينى ومعيشته ومعاناته اليومية على المعابر وما آلت إليه القضية الفلسطينية من صراع داخلي بين منظمتي فتح وحماس، وكذلك من الصعب على النفس أن يعمل الفلسطينى فى بناء المستوطنات الإسرائيلية.

السرد

أبدع المؤلف في وصف المناطق الفلسطينية المغتصبة من قبل المحتل الصهيوني، وأسمائها الحقيقية وتاريخها القديم والعريق الذى لا يستطيع أحد إنكاره، ومأساة عرب 48 الذين صحوا فى يوم مشؤوم على كارثة الاحتلال الصهيونى لفلسطين وأصبحوا تحت الانتداب، ولكنهم مازالوا باقون على العهد، ومازالت أواصر الصلات مستمرة وممتدة مع إخوانهم في غزة والضفة الغربية، ولا يستطيع أحد أن يشكك في وطنيتهم وانتمائهم لفلسطين رغم كل ما جرى.

ثنائية الوطن والمنفى

الرواية تقوم على ثنائية الوطن والمنفى.. فهناك عادل الذى يريد العودة إلى الوطن من ألمانيا للزواج من ليلى فهي حبه الأول وقد أصبحت الوطن بالنسبة له، ووليد دهمان الذى يريد البقاء في المنفى في إنجلترا فعائلته هناك وقد أصبحت وطنه الآن، وهناك من يريدون العودة إلي الوطن من مخيمات اللاجئين في لبنان وغيرها من البلاد لما يعانونه من صعاب وما يتعرضون له من أهوال  بعيدا عن فلسطين.
يعتبر البعض قصة وليد دهمان هو سيرة ذاتية للمؤلف نفسه حيث أنه يعمل في أحد الصحف العربية التى تصدر من لندن وقد تزوج هناك وحصل على الجنسية البريطانية وهو في الأصل من المجدل في عسقلان وقد تم ترحيله مع عائلته إلى مخيم خان يونس للاجئين في غزة قبل السفر إلى إنجلترا.

تابع مواقعنا