في ذكرى ميلاده.. رحلة صعود أحمد بن طولون إلى حكم مصر
تحل غدًا الاثنين، ذكرى ميلاد أحمد بن طولون 20 سبتمبر 853 وهو مؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة 868م/884، وفيما يلي أهم المعلومات عنه.
ترجع أصوله إلى التُرك، وكان طولون مملوكًا أرسله عامل بُخارى وخراسان، هدية إلى الخليفة المأمون مع من أُرسل من المماليك التُرك في سنة سنة 816، وأُعجب الخليفة المأمون كثيرًا بطولون الذي بدت عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فكلفه بوظائف عدَّة نجح في إدارتها بِشكلٍ ملحوظ، فولاه رئاسة الحرس، ولقَّبهُ بِأمير الستر.
بعد وفاة والده، وهو في العشرين من عُمره فوَّض إليه الخليفة العبَّاسي المُتوكِّل ما كان لِأبيه من الأعمال العسكريَّة المُختلفة، وسُرعان ما أُتيح له أن يستولي على إمارة الثُغور ودمشق والديار المصرية.
مع ضعف الدولة العباسية، تمكن الأتراك من الدولة وولاهم الخليفة المناصب الكبرى وتولوا حكم الولايات العباسية، وتولى بايكباك التركي أعمال مصر ونواحيها، ولكنه خشي مُغادرة عاصمة الخِلافة حتَّى لا يتعرَّض للعزل، وآثر أن يبقى قريبًا من مركز السُلطة يُشارك في اتخاذ القرارات، وأناب عنهُ أحمد بن طولون في مصر.
عانى أحمد بن طولون كثيرا من المؤامرات من المحيطين به خاصة من عمل الخراج ابن المدبر ومن معه الذين عملوا على الوشاية به عند الخليفة العباسي، لكنه تغلب على هذه المؤامرات، واستمر في حكم مصر، واستطاع التخلص من أعدائه، حتى استطاع أن يبسط سلطانه على مصر كلها.
لأحمد بن طولون العديد من الإنجازات الشاهدة على عصره ومنها بناء مدينة القطائع فبناها متأثرا بمدينة سامراء التي نشأ بها، وبعد تأسيس المدينة أنشأ فيها أحمد بن طولون قصره الضخم وجامعه الشامخ ودارا للإمارة بجوار جامعه، كما أنشأ المستشفيات والبيوت.
كانت لأحمد بن طولون إنجازات في الزراعة حيث شجع الزراعة وزيادة الإنتاج الزراعي، كما اهتم أحمد بن طولون بالري من خلال تطهير نهر النيل، وشق الترع، وأقام الجسور، وأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول، وأصلح السدود المحطمة، وخفض قيمة الخراج، ما ساعد إلى ازدياد مساحات الأرض المزروعة من جهة،
شجع أحمد بن طولون أيضا الصناعة في مصر، ويأتي على رأس الصناعات التي اشتهرت بها مصر آنذاك صناعة النسيج، من ذلك صناعة الكتان التي اكتسبت أسواقًا جديدة، وكانت تُصنع أنواع مختلفة من الكتان في مصر.
أنشأ أحمد بن طولون بيمارستان لعلاج المرضى مجانًا دون تمييز بين الطبقات والأديان، وجعل العلاج فيه دون مقابل، وألحق به صيدلية لصرف الأدوية، فإذا دخل المريض المستشفى يظل تحت العلاج حتى يتم شفاؤه، وكانت دلالة شفاء المريض قدرته على أكل رغيف كامل ودجاجة، وعندئذٍ يُسمَح له بمغادرة المستشفى، وكان ابن طولون يتفقد المستشفى، ويتابع علاج الأطباء، ويشرف على المرضى.
توفي أحمد بن طولون في 10 مايو عام 884.