بعد عامين من المأساة.. مشرد يعود إلى أهله بسبب فيديو على السوشيال ميديا
تنتشر ظاهرة المشردين في الشوارع والأماكن العامة، في العديد من المناطق، ولا سيما المدن الكبرى كالقاهرة، ويبدو أنه لا حدود للمأساة وقصصها المؤلمة.
فهناك حسن الذي يقف على أحد أرصفة شوارع القاهرة، منذ ما يقرب من عامين، بثيابه الرثة ممسكا بعصا ينظر من خلف الزجاج، على باترينة تحوي العديد من القصص.
قضى حسن عامين في شوارع القاهرة يخاف الناس والناس تخافه، وخلف وجهه الشاحب وعينيه الحزينتين، وشعره الذي ظهر عليه ما خلفته وراكمته الأزمات التي تعرض لها قصة تلخص واقع أطفال الشوارع المرير الذين لا تخلو منهم أي مدينة.
وظل حسن مجهول الهوية في محور التحرير، لا يعرف أحد ولا أحد يعرفه، حتى قام شاب يدعى طه عبيد بشراء واحدة من القصص التي بات حسن ينظر إليها من فترة وقدمها له، وأثناء محادثته معه وجد أنه ليس مضطرب نفسيا كما يظن البعض ولكن وقوفه طوال هذه المدة ما هو الا حب للقراءة وبخاصة قصص ميكي وبطوط وسلاحف النينجا، ومشاهدته لهذه القصص من وراء الزجاج لأنه لا يمتلك ما يدفعه لشرائها، وهذه العصا الذي يمسكها ماهي إلا أداة قليلة الحيلة يستخدمها ليدافع عن نفسه حين يتعرض له أحد، فكيف نتهم شخص متعلم بالجنون؟.
وسرعان ما قام طه، بنشره لفيديو يتحدث فيه مع حسن من باب نشر المحبة وحث الناس على فعل الخير حتى لو بالقليل، ومن حسن الحظ أن هذا الفيديو كان السبب في ان يتعرف أهل حسن عليه بعد أن كان تائها في شوارع القاهرة لمدة عامين ليعود إلى مسقط رأسه في بلبيس-الشرقية، ويمارس حياته الطبيعية من جديد.
وبالرغم من إعلان الحكومة لبعض عن بعض المبادرات والمؤسسات لحل مثل هذه المشكلة مثل مؤسسة معانا لإنقاذ إنسان، إلا أنها لازالت قائمة.
