ذاكرة الأمثال 55.. عملوك مسحّر قال: فرغ رمضان
من الخطأ الاعتقاد أن الأمثال كلام مرسل يقال كنوع من التسلية أو اللهو، بل الأمثال ذاكرة تمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، وهي أيضا قد تعبر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي بها قائلوها.
والمناسبات التي تستدعي قول الأمثال كثيرة جدا ويصعب حصرها، ومنها: عملوك مسحر؟ قال: فرغ رمضان.
والمسحّر: هو المسحراتي الذي يدور في الشوارع في رمضان ليوقظ الناس للسحور، ومن عادته أن يغني ويضرب على طبل صغير في يده.
في تفسير المثل يذكر أحمد تيمور باشا، أن المقصود لما جعلوه مسحرا انتهى رمضان ولم يعد هناك حاجة إليه، ويضرب لمن يشتغل بعمل فينتهي المقصود منه حين اشتغاله به ولم يعد للناس حاجة إليه، وهم يقصدون بذلك سيئ الحظ وغيره.
وقريب من هذا المثل الذي يضرب في سوء الحظ «جا يتاجر في الحنة كترت الأحزان» أي أنه عندما أراد التجارة في الحناء كثرت الأحزان التي تمنع إقامة الأفراح، وبالتالي لسوء الحظ لن تباع الحناء.
خد المليح واستريح
من الأمثال الدارجة أيضا خد المليح واستريح، ومعنى المثل: إذا اشتريت شيئا فاختار الشيء المليح الخالي من العيوب، وأرح نفسك من الرديء وعيوبه، ومن الأمثال الدارجة التي تؤدي معنى هذا المثل اليوم قولنا: الغالي تمنه فيه، أي إنه يستحق الثمن الغالي الذي دفع فيها.