أديب برتبة جنرال 8.. حافظ إبراهيم شاعر الشعب والنيل
حافظ إبراهيم واحد من أشهر الأدباء الذين جمعوا بين الأدب والعمل العسكري، على الرغم من صعوبة العمل العسكري ومشاقه، وذلك قبل أن يتم إحالته للاستيداع.
قبل أن يكون ضابطا بالجيش عمل الشاعر حافظ إبراهيم في المحاماة لفترة لكنه تركها، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الحربية، وتخرج فيها في عام 1891، ضابطًا برتبة ملازم ثان في الجيش المصري.
بعد التخرج في الكلية الحربية أرسل حافظ إبراهيم مع الحملة المصرية إلى السودان في عام 1896، ولكنه لم يطيق العمل هناك، وثار حافظ مع بعض الضباط بسبب ذلك، فعاد إلى مصر وأحيل بعد ذلك على الاستيداع بمرتب ضعيف.
بالنسبة لما يخص حافظ إبراهيم مع العمل العسكري، أما عن بقية حياة حافظ فقد ولد في مركز ديروط بمحافظة أسيوط من أب مصري وأم تركية.
توفي والد حافظ إبراهيم وهو صغير، فأتت به أمه قبل وفاتها إلى القاهرة فنشأ بها يتيما وكفله خاله الذي كان ضيق الرزق، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا وهناك درس حافظ في الكُتّاب، وعندما شعر حافظ حافظ إبراهيم بضيق خاله أثر ذلك في نفسه، فرحل عنه وترك له رسالة كتب فيها:
ثقلت عليك مؤونتي
إني أراها واهية
فافرح فإني ذاهب
متوجه في داهية
واستطاع حافظ إبراهيم أن يكون أديبا مرموقا ولقب بشاعر الشعب وشاعر النيل، حيث كان شعره تسجيلا لأحداث عصره، واتسم شعره بجزالة الجمل وتراكيب الكلمات وحسن الصياغة.
كان حافظ بارعا جدا في طريقة إلقاء الشعر، وكتب الشعر في كثير من المناسبات منها في حفل تكريم أحمد شوقي ومبايعته أميرًا للشعر في دار الأوبرا الخديوية، وعندما توفي الزعيم مصطفى كامل رثاه بقصيدة ملطعها: تسعون ألف حول نعشك خُشَّع|| يمشون تحت لوائك السيار.
حافظ واللامبالاة
أصيب حافظ بحالة لا مبالاة لسنوات طويلة من حياته امتدت من 1911 إلى 1932 فلم يطالع كتاب في هذه الفترة وعلى الرغم من أنه كان رئيسًا للقسم الأدبي بدار الكتب.
ومن الطريف المعروف عند حافظ أنه استأجر ذات مرة قطارا كاملا لينقله إلى منزله بعد انتهاء فترة العمل الرسمية.
توفى حافظ عام 1932 ورثاه صديقه أحمد شوقي بقوله:
قد كنت أوثر أن تقول رثائي || يا منصف الموتى من الأحياء