حصار القدس.. طريق صلاح الدين من الطفولة حتى قيادة المسلمين
في مثل هذا اليوم من 20 سبتمبر العام 1187، بدأت قوات المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي في محاصرة بيت المقدس، والذي انتهى بفتح القدس، وطرد الصليبيين، واسترجاع القدس مرة أخرة تحت حكم المسلمين، لتشكل عملية الاستعادة ضربة كبيرة للصليبيين، الذين قرروا الرد على هذا الفتح بتجهيز الحملة الصليبية الثالثة، بقيادة ريتشارد قلب الأسد.
ولد صلاح الدين عام 1137، في قلعة تكريت، وكان والده نجم الدين أيوب، حاكمًا للقلعة، خرج بعد ذلك مع أبوه في صغره إلى الموصل، ليكون في خدمة عماد الدين زنكي، والي الموصل، والقائد الكبير، وبعد عام تحديدًا 1138، أعطى عماد الدين لوالد صلاح الدين، مدينة بعلبك، ليكون عاملًا عليها، وظل هناك مع أسرته حتى عام 1150، وكان عمره 14 عامًا، انتقل إلى عمه أسد الدين شيركوه.
قدمه عمه إلى نور الدين محمود، ابن عماد الدين زنكي، والذي كان قد خلّف أباه في حكم شمال الشام، فقربه منه وكان صلاح الدين من خاصته، وفي عام 1156، أخذ صلاح الدين منصب شحنة دمشق، وبعد فترة من توليه ترك المنصب، وعاد إلى نور الدين محمود، وفي عام 1164، التحق صلاح الدين الأيوبي بأولى الحملات على مصر.
تولي صلاح الدين وزارة الدولة الفاطمية وبداية تمكينه
في عام 1167، وعام 1168، تكررت الحملات على مصر، وكان من نتائجها، أنه تم تعيين صلاح الدين الأيوبي وزيرًا على مصر، في عهد الدولة الفاطمية، وكان وجوده في هذا المنصب البداية الحقيقية لسقوط الخلافة الفاطمية، واسترجاع مصر إلى الخلافة العباسية، وألقى صلاح الدين بيانًا على المصريين بعد توليه، أوضّح فيه أسلوبه في الحكم، وشرّع بعض القوانين العامة مثل: حرية التجارة البرية والبحرية، رفع المكوس الديوانية بمصر، انصياع القادة العسكريين وتنفيذ أوامره، ومن يخالف أحكامه يعاقب بعقوبات صارمة قد تصل إلى الإعدام.
بعد وفاة نور الدين، كان صلاح الدين وقتها أميرًا على مصر، وفي يده جيشها الكبير، ومالها الكثير، وكان الانقسام شمل جميع نواحي الشام والجزيرة بعد وفاة نور الدين، فقام صلاح الدين بالتقدم بقواته نحو الشام عام 1174، ودخل مدينة دمشق في سبتمبر 1174، وضمها تحت لوائه ومعها العديد من الحُصون التي قابلته في طريقه، ثم بعد ذلك دخل إلى حلب والموصل والجزيرة وحمص وحماه، وبحلول عام 1180، كانت تلك البلاد تحت إمرة صلاح الدين، لـ محاربة الصليبيين، وفي 3 مارس 1186، تم الاتفاق على بدء قتال الصليبيين.
بعد سلسة معارك كبيرة منها حطين، وفتح عكا، والسيطرة على الحصون والقلاع، اتجه صلاح الدين صوب القدس في 20 سبتمبر 1187، وظل يطوف بأسوارها 5 أيام، إلى أن اختار مهاجمة الشمال، فنصب المنجنيق، وفي الصباح بدأ ضربه للجهة الشمالية، وانتهت المعارك بتوقيع معاهدة، اقتضت خروج الصليبيين من المدينة في مدة أقصاها 40 يومًا، مع دفع مبلغًا من المال، كفدية مقابل تركهم، ووُقعت في 12 أكتوبر 1187.