أحمد بن طولون.. شيد البيماريستان وأنشئ أول معرض كتاب في عصر دولته
تحل اليوم 20 سبتمبر من العام 835 ذكرى ميلاد الأمير أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية، التي كانت أولى الدول التي تستقل بمصر عن الخلافة، واتسم عهده بأنه حافظ على أموال المصريين، وسخرها في خدمتهم، بعد أن كانت تسخّر لخدمة الخليفة، وشهد عهد تلك الدولة نهضة كبيرة على المستوى الاجتماعي والثقافي، وازهرت التجارة والعلوم والعمارة.
اختار الخليفة المتوكل أحمد بن طولون ليكون من دائرة المقربين منه، وكان حارسه في منفاه، ولم يشأ أن يقتل بعدما رفض عرض قبيحة أم الخليفة المعتز بقتله، وكان هذا الموقف لافت للنظر، فلما اقتطع المعتز إلى باكباك قائده التركي، مصر، فكر في أن يجعل ابن طولون نائبه عليها، وكان حينها زوج أمه، وبعد تولي المعتمد، ومقتل باكباك، طلب القائد يارجوخ من ابن طولون أن يتسلم أمر مصر بشكل تام، وعندما مات أصبح يحكم مصر بأمر من الخليفة بشكل مباشر، وبدأ من هذا الوقت أعماله الاستقلالية بإنشاء مدينة القطائع، ومسجده الشهير، صاحب المأذنة الحلزونية النادرة، الذي تكلف 120 ألف دينار، وكعلامة لاستقلاله التام، قام بسك الدينار الأحمدي.
ازدهر في العصر الطولوني الطب وعلوم الرياضيات، والكمياء، والأدب، والشعر، وغيرهم، حيث كانت بدايات ازدهار العلوم الطبية في مصر، في العصور الإسلامية، مع ميلاد الدولة الطولونية، واشتهر الطبيب سعيد بن البطريق، الذي عد نابغة عصره في الطب، صنف العديد من الكتب الطبية وكتب الأدوية، وترجم له نظم الجواهر إلى اللاتينية، واشتهر في أوروبا في العصور الوسطى.
إنشاء البيماريستان ومعرض الوراقين
ومن كبرى إنجازات الطب في العصر الطولوني، إنشاء البيماريستان، في عهد أحمد بن طولون، بناه في الفسطاط، وتكلف 60 ألف دينار، وكان مجهزًا لاستقبال كافة الحالات، وكان المريض يأتي إليه، فيأخذون منه ملابسه وأمواله، وتحفظ باسمه، ويعطى له زيًا نظيفًا خاص بالبيماريستان، ويجلس في مكان خاص به، مفروشًا بفراش نظيف، ويتم بدء العلاج وصرف الأدوية اللازمة له، حتى يتم شفائه، ومن أشهر أطباء هذا البيمارستان، محمد بن عبدون الأندلسي، وسعيد بن توفيل، وشمس الدين محمد بن عبد الله المصري، وظل هذا البيماريستان يعمل حتى زوال الدولة الطولونية، فزال معها، وأهمل.
أنشأ في العصر الطولوني ما عرف بسوق الورق والكتب، وهو يماثل معرض الكتاب في شكله الحالي، فكان يقام في الفسطاط، باشتراك الوراقين، وتعرض فيها الكتب للبيع، وبالتزامن مع البيع، تقام المناظرات والندوات، ويشارك في تلك الأسواق العلماء، والأدباء، والمصنفين، وعامة الناس، وكان يقام جوار جامع عمرو بن العاص، في جانبه الشرقي.