معركة المزرعة الصينية.. كيف قاد المشير طنطاوي الكتيبة 16 مشاة خلال حرب أكتوبر؟
روى المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الأسبق، الذي غيّبه الموت صباح اليوم الثلاثاء، دور الكتيبة 16 مشاة التي كان يتولى مسؤوليتها في حرب أكتوبر المجيدة، مشيرًا إلى أنّها من أول الكتائب التي عبرت قناة السويس، وحتى قبل العبور عبر عناصر اقتناص الدبابات، وهي من العناصر الرئيسية التي رفعت علم مصر قبل عبور القوات الرئيسية.
استشهد المشير طنطاوي في فيديو نادر له، بكتاب عيد الغفران الذي ألفه الإسرائيليون، لافتًا إلى أنّه على بضعة كيلو مترات من قناة السويس، كانت هناك معركة دائرة داخل المزرعة الصينية، وهي موقع شرق مدينة الإسماعيلية، حيث تعثرت القوة الإسرائيلية بعد 48 ساعة من مهاجمة الموقع، لتدفع بعناصر مشاة ومظليين.
المزرعة الصينية، هي معركة نشبت بين القوات المصرية والإسرائيلية في 15 أكتوبر 1973 في الضفة الشرقية لقناة السويس خلال حرب أكتوبر.
كتيبة المشير كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس
يقول المشير طنطاوي، إن الكتيبة كانت من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بل عبرتها قبل وقت العبور الرسمي، من خلال الدفع بعناصر من الجيش مهمتها اقتناص الدبابات، كما كانت الكتيبة، هي أول من رفعت علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية.
تابع طنطاوي: القائد الإسرائيلي، ذكر في الكتاب أنّهم قالوا إنّ وحدته تضم تحصينات مضادة للدبابات وتعيق تنفيذ مهمتهم، وتقدمت ليلًا حتى بضع مئات من الأمتار، إلا أنّ وابلًا من الرصاص كان في استقبالهم، والمعركة احتدمت طوال الليل، موضحًا أنّ إخلاء الجرحى استمر طوال الليل، حتى أنّ فرق الإغاثة المقبلة لهم تعرضت لخسائر، وعملوا على إنقاذ ما يمكن إنقاذه عبر إرسال قوة مدرعة لإخلاء من تبقى على قيد الحياة.
أوضح أنّه لم يكن قد نام لمدة 48 ساعة، ليذهب للنوم قبل هجوم القوات الإسرائيلية، وعقب رؤية العناصر في أجهزة الرؤية الليلية، وهي تحاول عبور الألغام، وجّه عناصره بتركيز النيران نحو منطقة ثغرة الألغام وعدم إطلاق النار إلا بإشارة منه، ووجهت أسلحة الكتيبة والمدفعية والهاون والأسلحة المضادة للطائرات تجاه الثغرة، ومن ثم لم يستطيعوا أن ينسحبوا أو يهجموا.
الإسرائيليون طعاما للدبابات المصرية
عن هذه المعركة، قال يوريك فارتا، أحد الجنود الإسرائيليين الذين نجوا من المعركة: أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعامًا للدبابات.
ذكر أيضًا موشيه دايان، عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم 17 أكتوبر برفقة الجنرال أرئيل شارون: لم أستطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة مُتناثرة في كل مكان، ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني في ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي عليها، وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية.