حلم الحرية تحطم.. أهالي الأسرى الفلسطينيين يروون حياة ذويهم بعد إعادتهم إلى السجن
بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي، اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين نجحوا في الهروب وانتزاع حريتهم من سجن جلبوع، حاولنا الوصول لأهالي الأسرى ليرووا لنا قصص كفاحهم، والأحداث الأخيرة التي تعرضوا لها ومصيرهم الحتمي بعد اعتقالهم وطبيعة التحقيقات التي يخضعوا لها.
لا نعلم ولكن هم وحدهم من يعرفون الحقيقة.. هكذا أعرب جبريل الزبيدي، الأخ الأصغر لزكريا الزبيدي حين سألناه هل تم القبض عليهم بسبب إفصاح الأهالي عن مكانهم كما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد أن أنباء هروبهم من سجن جلبوع وأنباء إلقاء القبض عليهم تم نشرها لأول مرة من الإعلام الإسرائيلي، ولكن لم نسمع منهم بطريقة مباشرة.
أما عن الحالة الصحية، يؤكد جبريل أن لحظة اعتقاله تعرض للضرب الشديد، وظهر ذلك من خلال الصور التي أوضحت أثار الضرب بوجهه، ورأسه وفي أماكن متفرقة في جميع أنحاء جسمه، ولا يوجد طبيب فلسطيني واحد ليطمأنهم على حالته الصحية، ولكن أكد لنا المحامي أنه يتعرض للضرب أثناء التحقيق بجانب آثار الصعق بالكهرباء وشتى أنواع التعذيب الجسدي.
تابع جبريل: يعاني أخي من كسور في الفك والوجنة وكسور في عظام الصدر والأيد، ووضعه الصحي صعب ويظهر ذلك من خلال صورته في المحكمة، التي أوضحت آثار التعذيب على وجهه وجسده، وما زالت تمارس عليه جميع أنواع التعذيب الجسدي أثناء التحقيق.
شاف حفرة وخرج منها
وحين سألناه عن إنكار زكريا أثناء التحقيق لمشاركته في حفر النفق، قال: لا نعلم هل شارك في حفر النفق أم لا، ولكنه حكى في التحقيق أنه شاف حفره داخل غرفة وخرج منها وهذا كل ما يقوله في التحقيق، حتى أنه لا يعلم من الشباب اللي معاه ولا حتى أسمائهم، ولا حتى أماكنهم، كل ما قاله زكريا أنه شاف الحفرة ونزل منها وطلع من الجهة التانية.
وأضاف: يتعرض زكريا لتحقيق قاسي في مركز تحقيق شباب المخابرات الإسرائيلية، ويتعرض لجميع أنواع التعذيب الجسدي في جميع أنحاء جسمه منها صاعقات كهربائية، وتمارس عليه جميع أنواع التعذيب العنصري البشع.
وأعرب جبريل عن حزنه، حيث أن كل الأخبار تؤكد أن حالة زكريا الصحية بخير كاذبة، لأنه تم نقله للمستشفى أكثر من 3 مرات، خلال 6 أيام، فكيف يصبح وضعه الصحي بخير !!!، متمنيا أن يتدخل جميع المسؤولين وجمعيات حقوق الإنسان لإنقاذ زكريا.
وعن التهم التي وجهت له، يقول جبريل: اتهم زكريا بالتخطيط لعمليات وتنفيذ هجوم على القوات الإسرائيلية، وبالطبع هذه التهم ملفقة، وبالرغم من اعترافه أنه لم يشارك في حفر النفق، ولكنه يُسأل باستمرار عن الجهة التي قامت بمساعدته في الهروب.
أما عن الأنباء التي تتناقل على مواقع التواصل الاجتماعي عن خبر وفاة زكريا وخلافه، أوضح: « كل يوم بقصة، وليست كلها حقيقية، ولا نتعامل معها كعيلة ولكننا نتعامل ونعلم عن صحة زكريا من خلال المحامي، حتى أننا لم تجمعنا به أي وسائل اتصال ولم نزوره حتى الآن».
واختتم حديثه برسالة للشعب المصري: سلامنا وتحياتنا لشعبنا وأهلنا وأخواتنا في مصر الشقيقة، ونطلب منهم أن يضعوا قضية الأسرى على سلم أولويات الحكومة المصرية، وأن يظلوا كما تعودنا منهم بمثابة العزوة والأهل، وكل تحياتنا من الشعب الفلسطيني من مخيم جنين لأهلنا في مصر، الله يرحم شهداء مصر.
تحطمت الآمال
القصة التانية
محمود ومحمد عارضة ليسوا أخوان كما ادعى البعض على منصات التواصل الاجتماعي، فهم أولاد عم، جمعتهما الانتفاضة ضد الاحتلال الصهيوني.. هكذا أكد قاسم عارضة أخو محمد عارضة وابن عم محمود عارضة في حديثه لـ القاهرة 24.
يؤكد قاسم: تم اعتقالي على إثر هروبهم أنا وأبناء عائلتهم، وتعرضنا للضرب والإهانة وقلة النوم، ولكننا على استعداد لتحمل أي شيء ليتم إطلاق سراحهم، ونناشد جميع المسئولين بسرعة التدخل وإنقاذ هم حتى لا يلجؤون مرة أخرى للبحث عن بدائل للخروج، مشيرًا إلى أن الأسرى مظلومين ومحرومين من عائلتهم فهم بمثابة مقابر أحياء في السجون، وأسأل الله أن يحتضنهم برعايته.
أما عن حالتهم الصحية، يوضح قاسم أن التواصل لا يتم معهم بشكل مباشر ولكن من خلال المحامي الذي أكد أنهم تعرضوا لكسور في أماكن متفرقة في أضلاعهم وجسدهم، بجانب عزلهم الذي يُمنع فيه الحديث والأكل أحيانا كثيرة، بجانب تعرضهم للتحقيق لساعات طويلة.
ويروي تفاصيل اعتقال محمد العارضة هو الأخ البكر وغير متزوج، قبض عليه، أثناء مشاركته في انتفاضة الأقصى في 16 مايو عام 2002، وكان مراقب من قبل الاحتلال بسبب مشاركته في العديد من عمليات الاحتلال ضد إسرائيل حتى أنه طُلب للاغتيال، وتم اعتقاله أثناء المطاردة واستطاع الهرب بعد 18يومًا، ولكن لم ينعم حيث تم اعتقاله مرة أخرى بعد شهرين، وحكم عليه بالمؤبد 3 مرات.
أما محمود العارضة، فقضى في السجن ما يقرب من 28 عام، حيث تم القبض عليه عام1994 وأفرج عنه عام1996 وبعد 7 أشهر اتهمته قوات الاحتلال بقتل ضابط صهيوني، ليعود مرة أخرى إلى المحاكمة على تهم ملفقة ويتم الحكم عليه بالمؤبد.
مختتما حديثه أن قضية القدس قضية العرب والمسلمين جميعا، والقضية الفلسطينية قضية حرية تستوجب من الشعب العربي التدخل وتقديم الدعم للأسرى داخل السجون.
وفي إطار متصل نشرت إحدى أقارب محمود العارضة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، رسالة بخط اليد كتبها في السجن، محتواها: