عمرها 20 عاما ومحجبة وأيقونة عمل خيري.. فتاة مصرية تترشح لانتخابات بلدية روما وتروي تفاصيل التحدي
يُشكل المصريون بإيطاليا خطوة جديدة داخل الدولة، حيث ترشح عدد منهم في انتخابات بلدية روما لتكون نقطة انطلاق للبرلمان الإيطالي، وكان من ضمن المجموعة المصرية الشابة مريم علي، والتي تبلغ من العمر 20 عامًا، كما أنها تُعد أصغر المُرشحين المصريين، وتبدأ تلك الانتخابات في شهر أكتوبر المقبل.
تفاصيل ترشح الفتاة المصرية لانتخابات بلدية روما
تقول مريم علي، الشابة التي نشأت داخل العاصمة الإيطالية روما، إنها منذ الصغر يصطحبها والدها الشيخ سامي في العمل الخيري، فهو من علمها وحفزها على مساعدة الغير من الصغار وكبار السن وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، بالإضافة إلى قدرتها العالية على الإنصات للغير ومعرفة المشاكل التي يواجهونها ومحاولة العمل على حلها.
لم تُفكر مريم علي كثيرًا للإقدام على خطوة انتخابات بلدية روما، حيث قررت أن يكون ترشحها نافذة واسعة تستطيع من خلالها مساعدة الغير بشكل أوسع مثلما كانت تحلم وهي صغيرة، وجاء ذلك بمساعدة والدها الذي شجعها كثيرًا على هذا القرار.
مريم تسعى نحو حلمها رغم التحديات
تحكي مريم الطالبة بكلية الحقوق داخل روما، في حديثها مع القاهرة 24، أن وقت ترشحها لانتخابات بلدية روما، استغرب الشعب الإيطالي من سنها الصغير اعتقادًا منهم أنها ليس لديها خبرة، كما أنهم نظروا للحجاب الذي ترتديه، حيث إن الصورة الذهنية لديهم عن المرأة المُسلمة أنها تٌجبر على ارتداء الحجاب وليس لها معنى أو دور، قائلة: ترشحي رد قوي من غير كلام على كل شخص يعتقد اعتقاد كاذب عن المرأة المُسلمة والدين الإسلامي.
نشأت مريم بإيطاليا وترى أن كونها امرأة مصرية وعربية، جعلها تكتسب العديد من الثقافات واللغات المختلفة، وهو الأمر الذي ساعدها على تكوين صورة كاملة حول المجتمع الذي تعيش فيه ممكن يمكنها تحمل مسئولية المنصب الذي ترشحت إليه، مردفة حديثها: مش هكون تبع تيار معين، مؤكدة أنها على علم بطريقة تفكير العرب والإيطاليين داخل إيطاليا، فكل تلك المميزات جعلها تشعر بأنها ليست أقل منهم.
شكلت مريم خلال السنوات السابقة علاقات جيدة بالجالية المصرية والعربية بإيطاليا، مما مكنها من معرفة جميع المشاكل التي يواجهونها، وكان من ضمنهم مشكلة العنصرية التي يواجهها الأطفال المصريون والعرب في المدارس، وأزمة اضطهاد الإسلام والمُسلمين، وبلسان يملؤه الفخر، قالت مريم: أنا مؤمنة أن لكل مشكلة حل وفي ناس كتير لا تملتك قوة في مواجهة تلك المشاكل ووالدي لو مكنش علمني الشجاعة كان ممكن أبقى زيهم.
تسأل مريم نفسها منذ أن بدأت تدارك الأمور حولها في إيطاليا: لماذا لا توجد مصرية في البرلمان الإيطالي مُرتدية الحجاب؟، مُشيرة إلى أن عدد الجالية المصرية في إيطاليا كبير للغاية ولا بد من توصيل صوتهم في البرلمان، ومؤكدة أنها تفتخر بحجابها وعملها، وموضحة أن ترشحها لم يؤثر سلبا على الدراسة بل بالعكس سيكون جزءا من يومها كي تملؤه بشغف، بجانب حبها للعمل في الخدمات الاجتماعية، الذي تعودت عليه منذ الصغر.