التهرب الجمركي وزيادة تكاليف الإنتاج.. معوقات تواجه تطور صناعة الأحذية والجلود في مصر
كشف مصنعو الأحذية ودباغة الجلود أن قطاع المصنوعات الجلدية يعاني من بعض المعوقات منها ارتفاع الرسوم الجمركية علي الخامات المستوردة وارتفاع أسعار الجلود الخام وانخفاض جودتها، فضلًا عن زيادة أسعار الخامات المحلية وتقليل المنافسة في السوق الخارجية والمحلية مما يؤدي إلي انخفاض سعر المنتج المحلي.
وأشار مصنعي ومنتجي الجلود خلال حديثهم مع القاهرة 24، إلي أن التعاون المصري الإيطالي في صناعة الجلود والأحذية وتدريب العمالة المحلية يسهم في زيادة الطاقة الإنتاجية وخفض التكلفة وآليات تسويق المنتجات لزيادة صادرات القطاع، وجذب استثمارات أجنبية جديدة للسوق المصري في قطاع الأحذية والمنتجات الجلدية.
في هذا السياق قال عبد الرحمن الجباس، عضو غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إن من أكثر المشاكل التي تواجه دباغة الجلود في الروبيكي تعاني من مشكلة كبيرة جدا وهي ارتفاع سعر متر المكعب المياه، لان صناعة الجلود مستهلكة للمياه وقد يحتاج وزن طن الجلود خام الملح إلي 70 طن مياه في مراحل متعددة حتي يصل إلى منتج نهائي للتصنيع لمصانع الاحذية والشنط، لافتا ان سعر تكلفة متر المياه 9 جنيهات عامله مشكلة كبيرة جدا ف التكلفة والمنافسة لأن مدخلات الإنتاج مهمة في سعر التكلفة متر المياه.
وطالب الجباس، الجهات الحكومية المسؤلة بالدعم علي الأقل بنسبة تصل إلى 50%، كما طالب بفتح آبار أرتوازيّة نسبة ملوحتها عالية لا تكلف الدولة اي اعباء فقد تقلل من سعر تكلفة المياه إلى اكثر من النصف وهذا يساعد علي تقليل تكلفة الإنتاج.
ارتفاع تكلفة الإنتاج
وأشار الجباس، أن هذه المشكلة أدت لتقليل المنافسة لان اسعار الجلد ارتفعت نتيجة ارتفاع عناصرالتكلفة المياه فقد ارتفعت التكلفة من 7% لـ 8% وهذه زيادة كبيرة ف التكلفة تعتبر حاجزا امام الفرص التصديرية الواعدة، مضيفا أن حجم صادرات مصر من الجلود يبلغ نحو 1.5 مليار جنيه وقد تراجعت نسبيا خلال أزمة كورونا، وقد تصدر مصر إلى العديد من الدول منها ايطاليا والصين وغيرها.
وأكد عضو غرفة دباغة الجلود، أن التعاون المصري الايطالي يساهم ف حل مشاكل القطاع لان ايطاليا تعتبر الاساس في صناعة الاحذية ومصر ليست بحاجة إلي استيراد المنتجات الجلدية الأخري لكنها بحاجه إلى اكتساب الخبرات لمواكبة الاتجاهات العالمية.
التهرب الجمركي
ومن جانبه قال خليفة هاشم عبد الهادي، عضو شعبة الأحذية بغرفة القاهرة التجارية، إن القطاع يواجه العديد من المشكلات منها تأثيرات فيروس كورونا، دخول منتجات مستورد غير صالحة، خاصة أن حجم استيراد الاحذية في مصر نحو 85 مليون زوج حذاء خلال 2020 وذلك بشكل رسمي اما عن دخول الأحذية المهربة قد يتعدى اكثر من ذلك سنويًا مما تسبب في خسائر فادحة للمصانع التي تعمل حاليًا من طاقتها الإنتاجية بنسبة 80٪.
طالب عضو مجلس إدارة شعبة الاحذية، الرقابة علي الصادرات والواردات ومراقبة السلطات الجمركية لحل مشكلة التهريب التي تساعد في دخول منتجات غير مطابقة للمواصفات حيث تتسرب كميات كبيرة من المنتجات إلى داخل البلاد دون ضوابط مما يؤثر علي باقي المنتجات العالية الجودة.
التعاون المصري الإيطالي فرصة استثمارية
واضاف عبد الهادي، ان التعاون المصري الإيطالي يسهم في حل أزمات القطاع ويساعد ف حل العديد من المشاكل القطاع منها التدريب ومواكبة الموضة والموديلات والتسويق، ونامل في تدريب العمالة واكتساب خبرات عديدة في مجال صناعة الاحذية والجلود.
وفي السياق ذاته قال شريف يحيى عضو مجلس إدارة غرفة القاهرة ورئيس شعبة الأحذية والمنتجات الجلدية، ان هناك مشاكل عدة تواجه صناعة الاحذية والجلود في مصر ويوجد بعض مصنعي الجلود والاحذية خارج المظلة الشرعية لم يستفيدوا من ما تقدمه الجهات الحكومية الغرف الصناعية والتجارية.
تابع يحيى: أما عن الاستيراد والتصدير فإن القطاع يواجه مشاكل في الاستيراد نتيجة ارتفاع أسعار الشحن وتداعيات فيروس كورونا أديا لركود حركة بيع الجلود والمنتجات الجلدية، مما أثر سلبًا علي الصناعة المصرية.
وأردف: إننا نامل في توسع استيراد مستلزمات الإنتاج وتسهيل دخول المواد الخام لان استيراد مستلزمات الإنتاج ضئيلة جدا امام حجم التطور المنتظر ف حين لدينا قرارات مقلصة للاستيراد منذ أكثر من 3 سنوات علي الرغم أن الرئيس "السيسي" وجه بوضع حلول للمشكلات التى تعوق الصناعة المصرية، وكان ذلك من خلال وضع خطة متكاملة تشمل إنشاء وتأسيس المدن الصناعية الحديثة المتخصصة.
وتابع يحيى: نرغب في الفترة القادمة محاكاة الجودة الأوربية وهذا يعني ان يكون لدينا مستوي عالي من الصناعة يحتاج إلى مستلزمات إنتاج متنوعة ومتطورة لمواكبة التطورات ومشاكلنا متغيرة.
من جهته قال أسامة الطوخي، رئيس شعبة المصنوعات الجلدية التابعة لغرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات، إن القطاع يعاني هذه الفترة من حالة ركود في المبيعات، نتيجه التوجه إلى المصايف والاجازات كما ان حركة التصدير تاثرت بسبب تداعيات فيروس كورونا، والذي أثر بدوره علي الصناعات الوطنية، مما ادي لتقليل الطاقة الإنتاجية مقارنة ماقبل أزمة كورونا.
واكد الطوخي، أن التعاون المصري الايطالي ف صناعه الجلود والاحذية يساهم ف حل مشاكل القطاع وزيادة الترويج للمصانع العاملة بالقطاع وزيادة قدرتها التنافسية ومساعدة المصانع على التصدير كما تعمل علي فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية عالميًا.