خروج الحسين إلى العراق.. لماذا لم يستجب لـ نصائح أصحابه وبقي مكانه؟
سيد الشهداء، سيد شباب أهل الجنة، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحسين بن علي، الذي خرج في مثل هذا اليوم 22 سبتمبر عام 680، متجهًا إلى رحلته الأخيرة، رحلة الرفض والثورة، من مكة إلى الكوفة، بعدما رفض مبايعة يزيد بن معاوية، الذي رآه لا يستحق أن يتولى زمام المسلمين، وأبى ألا يكون له دور في ذلك.
استشار الإمام الحسين الكثيرين من أهل الرأي والفضل، ومن أصدقائه وأبناء البيت الهاشمي، قبل الإقدام على الخروج من مكة باتجاه العراق، لكن معظم من كلمهم الحسين في هذا الشأن، نصحوه بعدم الذهاب، وحذروه من العقبات غير المحمودة، التي لمسوها وعرفوا أنه لن يمنع عدوه كونه حفيد رسول الله، ولن تنفعه مراسلات أهل العراق له، فمن قبل قُتل أبيه علي بن أبي طالب، وطعن أخيه الحسن، والإثنين كانوا بين أهل العراق.
قال ابن عباس رضي الله عنه عندما سأله الحسين، لولا أن يُزرى بي أو بك، لشبكت بيدي في رأسك، ورد الحسين لأن أُقتل بمكان كذا وكذا، أحب إليّ من أن تُستحل بي حرم الله ورسوله وتجهز الحسين وهو يعرف أنه بخروجه هذا، يعرّض نفسه لخطر شديد، لكنه لم يتردد، ووسط خوف الناس من المصير المنتظر للحسين، ركب الحسين جواده، وخلفه طائفة من أهله الكرام، وانطلق إلى العراق.
شهيد وسيد للشهداء.. الحسين وأهله في مواجهة جيش يزيد
اعتبر الكثيرين خروج الحسين إلى العراق، ورفضه مبايعة يزيد، هي ثورة، وانتفاضة للحق، وشجاعة لا توجد إلا في قليل من الأزمان لقليل من الشُّجعان، كيف لحفيد النبي صلى الله عليه وسلم أن يقف كغيره مكتفيًا بالنظر والمشاهدة، إلى انهيار دولة الرشد، ومبدأ الشورى، وتأسيس حكم العائلة الواحدة، ولم تكن أي عائلة، بل بني أمية.
ذهب الحسين إلى العراق، وروح الجهاد تملئ قلبه، يصاحبه أهله، فوجد نفسه محاصرًا، ووجد أنه هو وأهله وحدهم، في مواجهة جيش كامل، لم يثني جنوده أنهم أمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وابن الزهراء، بنت الرسول، وأهل بيت النبي، بل عمدوا إلى تعطيشهم، وقطع سبل الماء والإمداد عنهم، فأصبح من معه من نساء وأطفال بيت النبي عطشى، لا يجدون قطرة الماء، ورأى الحسين ابنه عبد الله يتألم ويبكي من شدة العطش، فحمله بين يديه، يطلب منهم أن يرحموا الأطفال، فهم لا ذنب لهم، وبينما هو يتحدث، سدد أحد الجنود سهمه، فاستقر في صدر ابنه، ليموت بين يديه.
طلب الحسين من أهله أن يتركوه ويرحلوا، لمّا تيقن من هلاكه، فأبى عليهم أن يهلكوا معه دون سبب، لكنهم رفضوا، ودارت بعد ذلك واقعة كربلاء، بين جيش يزيد، وبين الحسين وأصحابه المكونين من 30 فارس و40 رجل، قتلوا جميعًا، منهم ابنه علي الأكبر، وأخيه العباس، وعبد الله، وجعفر، وأبناء الحسن، القاسم وأبو بكر، وغيرهم، وانتهت المعركة، بأن قُتل الحسين بأيدي سنان بن أنس، والشمر، الذي قطع رأسه الشريف، وسيقت نساء البيت النبوي، وعلى رأسهم زينب رضي الله عنها، إلى يزيد، مع رأس الحسين.