في ذكرى ميلاد صحفي القرن.. ما سبب خلاف محمد حسنين هيكل مع السادات؟
تمر اليوم ذكرى ميلاد محمد حسنين هيكل، الصحفي المصري العملاق، أحد رواد الصحافة المصرية على مر تاريخها الذي لُقّب بـ صحفي القرن، وذلك يوافق 23 سبتمبر من عام 1923.
امتد تاريخه الصحفي من عصر الملك فاروق، وغطى أهم الأحداث التي مرت بها الأمة خلال عمله في ميدان الصحافة، كما يعد هيكل على مدار تاريخه الطويل، أشهر الصحفيين العرب على المستوى العالمي.
يعد هيكل أكثر المُقربين من رجال ثورة 1952، وكان كتابه «سقوط النظام! لماذا كانت ثورة يوليو لازمة؟» من أهم المراجع والكتب التي كتبت عن تلك الأحداث الفارقة في تاريخ الوطن، وصف فيه هيكل الأحداث السابقة لعملية خلع الملك، وما ترتب عليها، وكواليس الساعات الأخيرة للملك فاروق، قبل خلعه من على عرش مصر، وكيف كان شاهدًا على تلك الأحداث، لقربه من الضباط الأحرار، ولمكانته الصحفية التي توصل إليها في هذا الوقت.
في وقت الحرب العالمية الثانية، التحق هيكل بصحيفة الإيجيبشان جازيت، والتي من خلالها، تعرف على كواليس الحرب العالمية، والأحداث الهامة التي تحدث في العالم، لأنها كانت الصحيفة العالمية الأكبر في الشرق الأوسط، وتعمل على نقل الأحداث الواقعة لبريطانيا، وكانت مصر من أهم البلدان التي أُقحمت في تلك الحرب، بسبب إرادة الأطراف المُتصارعة السيطرة على قناة السويس، التي تربط طرق العالم.
أُرسل هيكل من قبل الإجيبشان جازيت، ليغطي أحداث الحرب العالمية، ومعركة العلمين، التي دارت على أرض مصر، بين ألمانيا، وإنجلترا، وكان هيكل في بداية مشواره الصحفي في ذلك الوقت، وحققت تلك الخطوة قفزة ضخمة، وضعته من أول لحظة على طريق الشهرة، غطى هيكل أيضًا الحرب في مالطا، وحرب استقلال باريس، وغيرهم من الأحداث الحربية الهامة في الشرق الأوسط والعالم.
هيكل وعلاقته الشائكة بالسادات
جمع هيكل مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات علاقة مُتوترة، فلم يكن هيكل راضيًا عن نظام حكم السادات، وكان يرى أن نظامه خطئًا تاريخيًا، وحمله كل تراجع سجلته الأمه في عصره، كما رأى أنه عمد إلى إطلاق العنان للجماعات الدينية، للقضاء على المشروع الناصري، وفي كتابه خريف الغضب، صب كل غضبه على السادات، وعامله في الكتاب بازدراء شديد، ولم يكن السادات يحب وجود هيكل، وعندما وقعت حملة اعتقالات سبتمبر، كان هيكل من أبرز الشخصيات التي تم اعتقالها، ووُجهت له اتهامات بالتحريض على الفتنة، وبث أخبار كاذبة للصحافة العالمية، وكان السادات دائمًا ما يضع هيكل وكتاباته تحت رقابة كبيرة.
