السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

المصرية لحماية الطبيعة: هناك ندرة في الدراسات الخاصة بالحياة البرية بمصر.. وانقراض بعض الأنواع ينذر بكارثة | حوار

خالد نوبي- المدير
أخبار
خالد نوبي- المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة
الجمعة 24/سبتمبر/2021 - 09:41 ص

تكاثرت في الآونة الأخيرة حالات التعدي على الحياة البرية في مصر، تنبع أغلبها من غياب الوعي، وفي هذا الشأن حاورنا خالد نوبي، المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة، أقدم الجمعيات المصرية في هذا المجال والشريك والممثل الوحيد لمؤسسة دولية معنية بحماية الطيور وتتواجد في نحو 122 دولة حول العالم.

نوبي كشف في حديثه لـ القاهرة 24، مشروعات الجمعية لتوفير مسارات آمنة للطيور في مصر، وكذلك توعية المواطنين بأهمية الحيوانات البرية، حيث ينذر اختفاء بعض الأنواع بكارثة بيئية لا محالة وتكلف الحكومة ملايين بل مليارات الجنيهات لمعالجة آثارها السلبية على صحة النظام البيئي وصحة الإنسان نفسه.

المدير التنفيذي للجمعية أكد أن هناك ندرة في الدراسات الخاصة بالحياة البرية في مصر، وتسعى الجمعية من خلال احتوائها لشباب العلماء والعمل مع قطاع الدولة سد هذه الفجوة وتوفير بيانات ودراسات عن الحياة البرية الغنية في مصر.

وإلى نص الحوار..

بداية ما هي الجمعية المصرية لحماية الطبيعة وكيف تسهم في الحفاظ على الحياة البرية في مصر؟

الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، هي جمعية أهلية تأسست عام 2005 على يد مجموعة من علماء مصر في حماية البيئة والحياة البرية، على رأسهم الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص والدكتور شريف بهاء الدين وزوجته الراحلة، وكان الهدف من تأسيسها هو أهمية دور المجتمع المدني في احتضان شباب الباحثين في مجال البيئة وحماية الحياة البرية.

أما الهدف الرئيسي من إنشاء الجمعية هو حماية الحياة البرية وصونها، أو حماية وصون التراث الطبيعي المصري ويشمل جميع الكائنات الحية البرية غير المستأنسة، بالإضافة إلى البيئات المصرية المتعددة ما بين الأراضي الرطبة والصحراء والبحيرات العذبة والبحار وغيرها.

المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة خلال حواره للقاهرة 24 

 

حدثنا عن الشراكة الرسمية للجمعية مع مؤسسة Bird Life العالمية المعنية بحماية الطيور.

اهتمام الكثير من أعضاء الجمعية بالطيور وعلى رأسهم الدكتور شريف بهاء الدين، حيث إن ملف الطيور يفرض نفسه على الساحة المصرية باعتبارها كائنات مميزة وربطها ما بين الثقافات والبيئات المختلفة عن طريق رحلة هجرتها كل عام، وترتبط كل دولة بالطيور بعلاقة ثقافية مختلفة، ويستحيل على دولة واحدة أو حتى قارة واحدة حماية الطيور دون التعاون مع دول أخرى، لذا أصبح هناك ضرورة ملّحة للتنسيق الوطني وهذا له عدة أشكال منها التنسيق الرسمي بين الدول من خلال الاتفاقيات الدولية.

الشكل الثاني من التنسيق هو التنسيق بين المجتمعات المدنية والجمعيات، ومن هنا تكّون اتحاد على مستوى العالم لحماية الطيور وتأسست جمعية Bird Life  وأصبحت تتواجد في أكثر من 120 دولة، والجمعية المصرية لحماية الطبيعة هي الممثل لها في مصر وتقوم بتنسيق أعمالها.

كيف استعد الشريك المصري لمؤسسة Bird Life لموسم هجرة الطيور في خريف هذا العام؟

نعمل على الاستعداد لموسم هجرة الطيور على مدار العام، حيث يعتبر موسم الخريف موسمًا ذا حساسية شديدة نظرًا لما يشهده من عمليات صيد للطيور بأعداد كبيرة بالمقارنة بموسم الربيع، ونتعاون مع قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة من أجل توفير مسار آمن للطيور، حيث تصدر الوزارة نشرة بالأنواع والأعداد المسموح بصيدها والأخرى غير المصرح بصيدها، والأدوات المستخدمة والمحظورة، وكذلك التوقيت في محاولة لتنظيم عملية صيد الطيور.

كما أن هناك تنسيقا بين الجمعية المصرية وقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة لإبداء الآراء وتقديم المقترحات في عملية الصيد كل عام، بالإضافة إلى التنسيق مع الجامعات الموجودة في المجتمعات المحلية التي تمارس نشاط صيد مخالف أكثر من المسموح، حيث أوضحت الدراسات الميدانية أن الدلتا وبالتحديد منطقة بحيرة البرلس تشهد مخالفات عديدة في صيد الطيور الجائر.

من ذلك نسقنا مع كلية العلوم بجامعة دمياط، من أجل إجراء مسوح ميدانية لتقدير حجم وكمية الصيد المخالف على سواحل بحيرة البرلس، ومن المقرر بدء التنفيذ الأسبوع المقبل.

خالد نوبي خلال حواره للقاهرة 24 

حدثنا عن مشروع تنظيم صيد الطيور على ساحل البحر المتوسط في مصر

يعتبر مشرع تنظيم صيد الطيور على ساحل المتوسط بمصر مشروعًا فرعيًا ضمن مشروع أكبر للجمعية بالتعاون مع قطاع حماية الطبيعة وهو مسار آمن للطيور في مصر، والذي يشمل أيضًا تخفيف وإزالة مهددات الاستثمار في الطاقة التي تؤثر سلبًا على حياة الطيور.

تقع مصر بين قارات أوروبا وآسيا وهي مدخل الطيور إلى إفريقيا حيث تعبر الملايين من خلال الأجواء المصرية بينها أنواعًا مهددة بالانقراض وأخرى غير مهددة، وهناك علاقة كبيرة بين المواطنين المصريين والطيور على مر السنين وتم توثيقه في الحضارة المصرية القديمة، ولا تمثل عملية الصيد مشكلة، وإنما تنظيمه يعد تحديًا كبيرًا، حيث إذا لم يتم تنظيمه قد يؤدي إلى انقراض بعض الأنواع وهو أمر لا يمكن  السماح به.

قد يمثل انقراض بعض الأنواع كارثة بيئية وتكلف الحكومات مبالغ باهظة لإصلاح الأثر السلبي على البيئة جراء انقراض هذا النوع، ومع تزايد أعداد السكان أصبح الطلب على الصيد متزايدًا أيضًا، وبشكل عالم تواجه الطيور خطر الانقراض بسبب التغيرات المناخية، بالإضافة إلى التقدم التكنولوجي الهائل واستخدامه غير الرشيد، ونعتقد أن استخدام أجهزة الصوت هو أخطر وأكبر تحدٍ في صيد الطيور في مصر، وأصبح هناك إفراط في الصيد.

يركز مشروع تنظيم الصيد على تكفل الدول الموقعة على اتفاقية الطيور المهاجرة ومن ضمنها مصر بتقليل حجم الصيد المخالف للطيور بنسبة 50% بحلول عام 2030، ونعمل حاليًا على إحصاء وتقدير حجم الصيد المخالف في مصر، للتدخل إلى جانب الأجهزة الحكومية ووقف الجور في صيد الطيور، ونحن بصدد توقيع بروتوكول تعاون مع قطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة خصيصًا من أجل هذا الهدف، ونتشارك جميع نتائج الدراسات التي نجريها.

المدير التنفيذي للجمعية المصرية لحماية الطبيعة 

كيف أسهم مشروع النسر المصري في حمايته من الانقراض؟

مشروع صون النسر المصري كان مقترحًا مقدمًا من الشريك البلغاري لمؤسسة Bird Life نظرًا لتكاثرها هناك، بعدما راقبوا هذا الطائر، وعملوا على رصده ودراسته وتحليل ردود فعله بدقة في إطار محلي، واكتشف العلماء في بلغاريا أن النسر المصري يموت بأعداد كبير في مسار هجرته، وعليه تقدموا إلى الاتحاد الأوروبي وحصلوا على تمويل لحماية مسار هجرة النسر المصري في العالم، ونقوم بدورنا في هذا المشروع.

نُسب طائر الرَخمَة أو النسر إلى مصر، لأنه مرسوم بدقة ووضوح كبيرين على جُدران المعابد المصرية وفي البرديات، كما مثّل أول حرف من حروف الأبجدية القديمة، لذا أطلق عليه العلماء اسم النسر المصري، ويعد غياب تقدير أو إحصاء أعداده في مصر من التحديات الكبيرة، ونستهدف الوصول إلى إحصاء دقيق له.

بالبحث والدراسة استطعنا أن نعرف جيدًا المهددات التي تواجه النسر المصري، حيث وجدنا أنه مهدد بخطر التصادم بأبراج الكهرباء أو خطر التكهرب ذاته، ومن المقرر أن نبدأ بالتعاون مع شركة نقل الكهرباء وبدعم من مشروع صون الطيور الحوامة بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة عزل أسلاك الكهرباء في الأماكن التي تشهد تكهرب طيور النسر، وتركيب عواكس على أبراج الكهرباء في أماكن التصادم.

كذلك يواجه النسر المصري خطر التسمم غير المباشر أو غير المقصود ويأتي عن طريق شرب مياه ملوثة من محطات الصرف الصحي غير المعالج، أو من خلال أكل جيف كائن حي معالج بمادة الديكلوفينات المسممة وهنا نعمل على توعية الأطباء البيطريين لاستخدام أدوية غير مسممة للكائنات الأخرى.

أما بالنسبة لتسمم النسر المصري بسبب المياه الملوثة، نحن بصدد إنشاء مصادر شرب مياه نظيفة للطيور عامة بدلًا من المياه الأخرى الملوثة التي تهدد حياتها.

 

هل ينذر انقراض النسور بكارثة بيئية؟

بالفعل يسبب انقراض طيور النسر في كارثة بيئية كبيرة قد تكلف الحكومة ملايين أو مليارات الجنيهات لمعالجتها، وأقوى مثال على ذلك ما حصل في الهند في تسعينيات القرن الماضي، حيث ماتت أعداد كبيرة من النسور بسبب التسمم الناتج عن مادة الديكلوفينات التي عولجت بها الأبقار، حيث يقدس قطاع كبير من الهنود الأبقار، لكن ظهرت كارثة حين تراكمت جثث هذه الأبقار وانتشرت الفئران والميكروبات وبالتالي الأمراض الخطيرة في المجتمع، وتعاني الهند حتى اليوم من آثار هذه الكارثة، وتؤدي النسور على مستوى العالم دور التخلص من جيف الكائنات النافقة.

كما أظهرت الدراسات أن نفوق الأفيال في وجود النسور لا تمكث جثثها أكثر من أسبوع، بينما إذا اختفت أو قلت أعداد النسور تبقى هذه الجثث لشهور وهو ما له تداعيات سلبية على حياة الإنسان بشكل غير مباشر، فهي حلقة أو سلسلة متصلة، ولعل أقرب مثال على ذلك هو تفشي فيروس كورونا الذي جاء عن طريق اتصال الإنسان وكائن بري بشكل غير منضبط.

خالد نوبي في حواره للقاهرة 24 

كيف ترى حوادث التعدي على الحياة البرية في مصر؟

زادت في الفترة الأخيرة حوادث التعدي على الحياة البرية، من أجل تحقيق أكبر عدد من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يدفع البعض لنشر محتوى صادم من أجل جذب أعداد كبيرة من المتابعين، وهو تصرف غير مسؤول على الاطلاق، حيث إن العلاقة غير المنضبطة بين الإنسان والحيوانات البرية قد تؤدي إلى كوارث أو تفشي أمراض خطيرة وجديدة، بالإضافة إلى أنه أمر مخالف للقوانين المصرية.

كما أننا نعتقد في الجمعية المصرية لحماية الطبيعة أن تلك الأفعال تنبع أساسًا من غياب الوعي، فليس هناك بطولة في أسر كائن حي، وحين نرصد حالات مخالفة نقوم بدورنا باتخاذ الإجراءات القانونية بعد التواصل مع الأشخاص المخالفين فربما يكون هناك استجابة.

هل يعد صيد أسماك القرش قانونيًا في مصر؟ وكيف ترى التضارب بين منعه وحظره؟

لا شك أن هناك تضاربا واضحا فيما يخص منع صيد أسماك القرش أو السماح به، وهناك دول كثيرة حول العالم تحظر صيد القروش ودول أخرى تسمح به بعد دراسات معينة، والجدير بالذكر هنا أن نشير إلى ندرة الدراسات الخاصة بالحياة البرية في مصر، ودون تلك الدراسات لن نتمكن من صياغة قرارات سليمة، ومع ذلك لا نستطيع الجزم بأن الصورة قاتمة، لأن هناك تقدما نسبيا في الأبحاث والدراسات.

أسماك القروش تؤدي نفس دور النسور في البرية، ولكن في البيئة البحرية، وبالطبع نؤيد حماية القروش في البحار والمحيطات.

تابع مواقعنا