بعد رفع 700 طن قمامة.. ما قصة تطوير سور مجرى العيون؟
يعتبر صور مجرى العيون، أحد أهم وأبرز الآثار الإسلامية في القاهرة القديمة، كما أنه شريان حياة المصريين إبان عصر الناصر صلاح الدين الأيوبي، سور مجرى العيون، الذي يمكن وصفه بالمعجزة الإنشائية لتوصيل مياه الشرب بشكل آلي من فم الخليج على نهر النيل إلى القلعة.
انطلق في شهر يوليو عام 2019 مشروع إحياء وتطوير سور مجرى العيون الذي تتبناه محافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارة السياحة والآثار بعدما تعرضت له هذه المنطقة من تعديات كبيرة ومخالفات، حيث كان المكان مُحاطا بالنفايات وحظائر الحيوانات، لذلك يعمل المشروع على ترميم الأجزاء التي تم هدمها وإحياء السواقي من خلال الإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والمطاعم ومحلات للحرف اليدوية بالإضافة إلى قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية، وذلك لتمثل هذه المنطقة إضافة جديدة للأماكن السياحية والثقافية في العاصمة.
بدأت الأعمال من موقع مبنى مأخذ المياه الموجود بمنطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقي المقامة أعلى المبنى، حيث خصص هذا المبنى قديما لرفع المياه من بئر المأخذ المتصل بنهر النيل إلى حوض التجميع بقناة المياه عبر قناطر سور مجرى العيون والممتدة من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، لترفع المياه إلى خزانات التجمع داخل القلعة عن طريق دواليب نقل المياه.
تأثرت المنطقة بشدة منذ أكثر من 50 عام، بسبب بناء مساكن عشوائية، لم تكن موجودة من الأساس، وانتقل عدد كبير من السكان لمنطقة سور مجرى العيون عام 1992 نتيجة حدوث الزلزال، الذي أثر بشكل كبير على مباني كثيرة داخل القاهرة الإسلامية، وقام السكان بعده بنقل منازلهم إلى هذه المنطقة، وبدأت تظهر أنشطة خطرة ملوثة للبيئة، تمثل تهديدا حقيقيا للمنطقة.
تبلغ المساحة الإجمالية لمشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون نحو 399 ألف م2 أي نحو 95 فدانا، تشمل المشروعات تنفيذ عدد من البازارات السياحية، والمطاعم، والكافتيريات، وأماكن انتظار سيارات، وغيرها، ومن المقرر الانتهاء من مشروع تطوير سور مجرى العيون في العام الجاري
رفعت الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ما يقرب من 700 طن مخلفات ورتش من المنطقة، واجتمع اللواء إيهاب الشرشابي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة، اليوم، مع أصحاب العربات الكارو بمنطقة مصر القديمة، لإيجاد حل لمشكلة القمامة المتراكمة منذ زمن بالمنطقة والاتفاق مع من يقومون بإلقاء القمامة بجوار سور مجرى العيون على أن يتم وضع القمامة بمناطق معينه حفاظًا على التاريخ وجمال المنطقة.
يعد سور مجرى العيون أحد أبرز الآثار الإسلامية التاريخية في مدينة القاهرة، وذلك لما يمثله من قيمة تاريخية وجغرافية منذ إنشائه عهد السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي 1169م إلى 1193م.
تم إنشاء السور في منطقة مصر القديمة لنقل المياه من خلال قناة للمياه لترفعها السواقي من إحدى الآبار القريبة من القلعة التي كانت تمثل مقر الحكم في عصر الدولة الأيوبية حتى تقوم بتوصيل المياه إلى القلعة، ثم استخدام هذا السور لنقل المياه من النيل من خلال السواقي إلى القلعة حتى تصل إلى مجموعة من الآبار الضخمة الموجودة داخل القلعة.
يتميز سور مجرى العيون بمساحته التي وصلت لـ 3500 متر وطرازه المعماري المتميز الذي يعود لفن العمارة الإسلامية باستخدام حجر النحيت لبناء السور، ويبدأ من منطقة فم الخليج إلى منطقة السيدة عائشة، كما يتكون السور من برج يسمى برج المأخذ يحتوى على 6 سواقٍ، ويقسم هذا البرج إلى عدة عقود تسمى عقود السواقى المسؤولة عن حمل القناة المائية.
