قصة بنت الفيوم.. «سُعاد» لاعبة كارتية وصاحبة ميدالية ذهبية على مستوى الجمهورية في اختراع الثلاجة المُتنقلة| صور وفيديو

كانت تحلم بالثانوية العامة تمهيدًا للوصول لحُلمها وهو كلية الهندسة، اجتهدت كثيرًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وكانت تحصد مراكز أولى، لكن يشاء القدر أنِّها لم تلتحق بالثانوية العامة، والتحقت بالثانوية الفنية الصناعية قسم الكهرباء، بعد أنِّ ظُلمت في نتيجة الشهادة الإعدادية بفارق أكثر من 50 درجة عن المتوقع على حد قولها، ولكن لم تيأس ففعلت الكثير والكثير حتى أصبحت صاحبة ميدالية ذهبية على مستوى الجمهورية، كما حصلت على لقب باحث.

إنِّها سُعاد مصطفى صابر مصطفى، مواليد 26 يونيه 2004، ابنة قرية دفنو التابعة لمركز إطسا بالفيوم، طالبة بالصف الثالث الثانوي الفني الصناعي قسم كهرباء، والتي شُرفت محافظة الفيوم بحصولها على الميدالية الذهبية على مستوى الجمهورية في مشروع الثلاجة المتنقلة والموفرة للكهرباء من مركز التطوير التكنولوجي، والتي حصلت على العديد من الدورات العلمية والشهادات، كان أبرزها: حصلت على المركز الأول على بمركز إطسا ومحافظة الفيوم في البحث العلمي 2019، والمركز الأول الجمهوري المحلي2019، في البحث العلمي، والمركز الأول جمهوري عالمي في البحث العلمي، وأيضًا حاصلة على المركز الأول لمحافظة الفيوم في البحث العلمي وتم تسجيلها في لوحة الشرف 2020، وكرّمت في مجال البحث العلمي  من منظمة الشعوب والبرلمانات العربية، وأيضًا حاصلة على الميدالية الذهبية من مركز التطوير التكنولوجي 2020 على مستوى الجمهورية في اختراع الثلاجة المتنقلة الموفرة للكهرباء، كما حصلت على لقب باحث من ISEF، وأيضًا المركز الأول لتفوقها في ممارسة الكاراتية، وحاصلة أيضًا على محضر براءة اختراع في الثلاجة المتنقلة والموفرة للكهرباء.

التقى «القاهرة 24»، الطالبة سُعاد مصطفى، في بث مُباشر لرصد قصتها، وقالت سُعاد: إنِّ الهدف من مشروع الثلاجة المتنقلة، تقليل وتوفير الكهرباء، وقررت تنفيذ مشروع مُختلف، حيث ميولها أكثر للاختلاف والغير متداول، مشيرةً إلى أنِّها استخدمت في مشروعها جهاز التبريد وبطارية ومعدن وفِل.

وعن الفكرة أوضحت الطالبة، أنِّ الفكرة جاءت لها من كونها قسم كهرباء، والتوصيلات، فقررت تستفيد من خبرتها، وبحثت كثيرًا حتى وصلت لفكرة الثلاجة المتنقلة من أجل توفير الكهرباء، ولفتت إلى أنِّها عرّضت الفكرة على المُدرسة مروة مجدي، مُشرفة البحث العلمي بالمدرسة، ثم قدمت في مسابقة آيسف للعلوم والهندسة، وقررت الدخول بمشروع الثلاجة المتنقلة والموفرة للكهرباء، بالاستعانة بالمهندسين والمُشرفين على المشروع.

وتابعت الطالبة، دخلت مسابقة «آيسف» للعلوم والهندسة، وحصلت على مركز أول على مركز إطسا ثم مركز أول على مستوى المحافظة، ثم مركز أول جمهوري محلي حتى وصلت للميدالية الذهبية جمهوريًا من مركز التطوير التكنولوجي 2020.

وأوضحت الطالبة، استلمت الميدالية الذهبية من وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، بعد حصولي على المركز الأول جمهورية عالمي ولقب باحث، إضافةً إلى شهادة أيضًا معتمدة من آيسف.

ولفتت إلى أنِّ ماكيت المشروع الأصلي موجود بكلية الهندسة جامعة الفيوم، وأنِّها تُجرى الآن ماكيت آخر لها، وانتهت من أول وثاني مرحلة، وأنِّ المرحلة الثالثة من الماكيت يتكلف نحو 10آلاف جنيه، وأنِّها مشروعها حاليًا متوقف على المرحلة الثالثة، والتي تحتاج إلى تمويل ودعم لتركيب معادن من داخل الثلاجة، وعن الثلاجة المتنقلة، شرحت الطالبة، أنِّها مميزة وصغيرة الحجم وخفيفة الوزن، وسهلة التنقل خارج المنزل، فهي من الداخل معدن ومن الخارج فِل وأنِّها اختارت الفِل لإنه يستطيع تحمل درجة البرودة ولا يتأثر: سأصنع ثلاجة لي في غُرفتي وأحركها أينما كُنت، أو سواء زيارة أو رحلة ستكون برفقتي.

وتمنت سُعاد، أنِّ يتوفر لمشروعها دعم وتمويل وجانب معنوي لتنفيذ المشروع، وعن تنفيذ الفكرة، قالت الطالبة، إنِّ تنفيذ الفكرة على أرض الواقع يُكلّف نحو 35 ألف، متمنية تبني المشروع  وحُلمها أنِّ يكون مشروعها على أرض الواقع في السوق المصري باسم ثلاجة سعاد المتنقلة والموفرة للكهرباء.

رحلة سُعاد في الكاراتية

وقبل أنِّ تخوض الطالبة المُلهمة سُعاد قصة مشروعها، قررت أنِّ تحافظ على نفسها من أي خطر، ودفاعًا عن نفسها وفي نفس الوقت تمارس الرياضة،  فلجأت إلى تعلم وممارسة الكاراتية حتى ايقنته في عامين، بدأت تعلم الكاراتية في الصف الأول الإعدادي، اشتركت وتدربت في مركز شباب إطسا، وشاركت في البطولات الشهرية، وحصدت في أول بطولة لها المركز الثالث على مستوى المحافظة، وذلك في الصف الأول الإعدادي، وثاني بطولة حصلت على المركز الأول في الصف الثاني الإعدادي على مستوى المحافظة، مُعبرة:« كل ما أكسب في مسابقة بغير الحزام حتى حصلت على الحزام، لكن توقفت حتى بداية الصف الثالث الإعدادى حتى لا أضيع وقتًا في مذاكرة دروسي في الصف الثالث الإعدادي، حتى تحصل على مجموع الثانوية العامة»، مؤكدة أنٍّ والديها قدما لها كامل الدعم، سواء في ممارسة الرياضة أو الاجتهاد الدراسي والبحثي.

وأكدت الطالبة، أنِّها عندما وصلت للصف الثالث الإعدادي توقفت عن ممارسة الكاراتية، حتى لا يعوق ذلك دراستها، مشيرةّ إلى أنِّها ستكمل ممارسة الكاراتية بعد الانتهاء من الثانوية.

كيف ظُلمت سُعاد في الصف الثالث الإعدادي وماذا فعلت؟

ما زالت الطالبة المُلهمة تحدثني، ولكن ما صدمني رغم تفوقها هذا، وحصولها على العديد من الشهادات التقديرية والجوائز، إلا أنِّها ظُلمت في نتيجة الشهادة الإعدادية حسب ما قالته.

وروت سُعاد ما حدث معها في الثانوية العامة قائلة: اجتهدت كثيرًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادئية، وظُلمت في الصف الثالث الإعدادي في 62 درجة ونصف، وأنِّها حصلت على 206درجة من  230درجة الفصل الدراسي الأول من الشهادة الإعدادية، حتى صُدمت من النتيجة، وقالت:«اتصدمت لإني برتب أوائل مُنذ الصغر، قدمت على تظلم لإني وجدت إني نقصت6 درجات فقط، وأنا خسرت 30 درجة، ولكن لم يعد لي أي درجة في الفصل الأول، وقررت لم أيأس واجتهدت أكثر في الفصل الدراسي الثاني، ولكن كانت الصُدمة، بحصولي على مجموع أسوأ من الفصل الأول، على الرغم كنت أذاكر على مدار24ساعة، نقصت كثيرًا وقدمت على تظلم مرة أخرى، ولم يضف  لمجموعي سوى نصف درجة فقط، مُشيرة إلى أنِّ السنة الأخيرة من المرحلة الإعدادية أكثر سنة تسببت لها أذى نفسي، وبسبب ذلك لم تلتلحق بالثانوية العامة، ولكن التحقت بالثانوية الفنية الصناعية،  حتى تقبلت الأمر واجتنهدت واجتهدت وحصدت مراكز أوائل».