ذاكرة الأمثال 57.. خلّي العسل في جراره لما تيجي أسعاره
يخطئ من يعتقد أن الأمثال كلام يهدف إلى التسلية أو اللهو، لكن الأمر غير ذلك تماما، لأن الأمثال ذاكرة تُمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، ومن خلال الأمثال يمكن أن نتعرف على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها قائلوها.
الحالات التي تستدعي قول الأمثال كثيرة جدًا ومُتنوعة، ويصعب الإلمام بها كلها، ومنها: خلّي العسل في جراره لما تيجي أسعاره.
المُناسبة التي يُقال فيها المثل، تكون غالبًا عند الخُطبة، والامتناع من التزويج، لعدم كفاءة طالب العروس أو قُدرته على قيمة المهر؛ لذلك يكون المقصود حسب أحمد تيمور في كتابه معجم الأمثال «دع العسل في جراره ولا تعرضه للبيع حتى يرتفع سعره، وتدفع فيه قيمته».
البعض يروي هذا المثل: خلي العسل في أمتاره لما تيجي له أسعاره، ويتمناه القباني، ويعرف مقداره، كما يرويه البعض: لما ييجي سعاره؛ أي: من يسعره، والمقصود بالأمتار: الجرار.
خايب أمل وغشيم عمل
من الأمثال أيضًا قولهم: خايب أمل وغشيم عمل، والمقصود بالغشيم هو الإنسان الجاهل بالعمل، ولا يتقن عملًا من الأعمال؛ وتفسير المثل أنه يُقال عن الإنسان ذو الأمل الخائب، ولا حظ له يُوصله إلى ما يريد، كما أنه جاهل بالأعمال لا يُتقن منها شيئًا ينفعه، والمرء الذي يجمع بين هذين الأمرين يكون من أتعس الناس.
