أدباء في مهرجان جرش: جريس سماوي تفانى في خدمة الكلمة
ألقى عدد من الكتاب والإعلاميين من جنسيات عربية مختلفة، شهادات حول الشاعر جريس سماوي خلال الدورة التي تحمل الدورة الـ35 من مهرجان جرش اسمه.
من جانبه، قال الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي زاهي: لا أبالغ حين أقول إنه أثناء إصابتي بفيروس كورونا، وباللحظات الحرجة التي مررت بها، لم أفكر بأحد بعد عائلتي، بمقدار تفكيري في صديقي جريس سماوي.
وأضاف زاهي، أن فكرة اللقاء به بالعالم الآخر، كانت تخفف عني، فأنا لم اعتد عمان بلا جريس، متابعًا: لا يكتمل كلام جريس من دون الإشارة إلى دور المرأة في حياته بدءا بأمه الجليلة الحزينة، وصولا إلى المرأة الحبيبة، وهو الشاعر المؤمن بأنوثة الكون، فكانت المرأة ركنا أساسيا في قصائده.
فيما قال الشاعر المغربي حسن نجمي: كان جريس فطريًّا يحمل في داخله شاعرًا شغوفًا باللغة وبالعالم وبالحياة، ومنحه الشعر غبطة رائعة كنت أحسها في أحاديثه مثلما في نصوصه، وفي حواراته الصحفية والثقافية المتعددة والمتفرقة والصحافة المكتوبة في التليفزيون والإذاعة.
وأضاف حسن نجمي: كان جريس شاعرا كريما متفانيا في خدمة الكلمة، لم يمارس جريس الشعر إلا كنوع من الحب، فعل الشعر هو فعل الحب، توأم السياسة بالنسبة إليه، ولذلك وظف طاقته ليعلن شغفه بالموجودات، وباللغة وبالآخرين، وربما يكشف أيضا عن هوايته الغامضة التي كانت تفصل الذات عن ذاتها.
وختم نجمي شهادته جول جريس بالقول: أخيرا حين يفجع المرء في صديق عزيز لا يبقى لديه ما يقال، كأن الكلام يتوقف ليبدا الصمت، كأن العمق يصبح فجأة نوعا من الواجب الشعري والأخلاقي.
من جهتها، قالت الكاتبة بسمة النسور: أحاول ألا أستعيد ذكريات عمر طويل عرفت فيه جريس سماوي، الشاعر المرهف الجميل، صديق الصبا، حيث كان الفرح ممكن الحدوث.
وأضافت النسور: جريس الإنسان والمثقف والعالم والطفل الذي أحسن الظن بالحياة، غير أنها غدرته، مثل عهدها دائما، وهو الذي أوجع القوب وأدماها، حين غيبه وشقيقه موت خاطف وصادق وجائر وعبثي.
وختمت النسور بالقول: رحل جريس بخفة وبساطة، مخلفا في قلوبنا الحسرة والاسى، وبات الحديث عن الأمل ضربا من الهرطقة في هذا الزمن الموحش.
معلومات عن جريس سماوي
يذكر أن الشاعر الراحل جريس سماوي هو وزير سابق لوزارة الثقافة الأردنية، وقدم عدد من البرامج مثل ذاكرة المكان وإيماءات وفارس الحلقة وغيرها، ورحل عن دنيا الناس في شهر مارس الماضي متأثرا بإصابته بفيروس كورونا بعدما حصل على وسام مئوية الدولة، المقدّم من الملك عبد الله الأول بن الحسين في احتفال عيد الاستقلال 2021.