تحجيم في الواقع ولجنة تثقيفية لشغل المواقع.. تعرف على جهود «الأوقاف» لقمع انتشار الأفكار المتطرفة
الأفكار قوة لا تعرف حدودًا ولا سدودًا.. جملة قدرت الجماعات المتطرفة قيمتها جيدًا، فأعدت لها عدتها كما ينبغي، لم توقفهم محاولات الدولة لتحجيم انتشارهم بين العامة وبث سمومهم داخل عقول أفرادها في الحياة الواقعية، فحفرو طريقهم إلى العامة عبر عالم افتراضي، استغلوه لصالحهم سوء استغلال.
مواقع ومجموعات وصفحات الكترونية أسستها الجماعات المتطرفة لتكون منبرهم إلى العالم، استطاعت من خلالها تحقيق ما عجزت عن فعله على أرض الواقع، من استعطاف ثم استقطاب ثم تجنيد، مستغلةً بذلك الفراغ الإلكتروني الخالي من الرقابة، ولكن هل تنجح مخططاتهم؟
ولطالما كانت وزارة الأوقاف المصرية حائط صاد لكافة الهجمات الفكرية التي شنتها الجماعات المتطرفة ضد العقول التنويرية، وذلك بدعم دائم من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي دائما ما يحث على محاربة التطرف الفكري خلال كلماته في أية مناسبة وطنية.
جهود الأوقاف لمحاربة التطرف الفكري في الواقع.. تحجيم انتشار الجماعات المتطرفة بين العامة
كما آمنت الجماعات المتطرفة بأن الفكرة لا حدود لها ولا سدود، أيقنت وزارة الأوقاف المصرية أن الفكرة لا تحارب إلا بالفكرة، فسعت إلى تجديد الخطاب الديني، كخط الدفاع الأول لمحاربة التشدد والفكر المتطرف، وهو ما دعا إليه الرئيس السيسي مرارًا وتكرارًا.
البداية مع 2014، حين أصدرت وزارة الأوقاف المصرية، بإدارة الدكتور محمد مختار جمعة، قرارًا بتوحيد خطبة الجمعة في كافة مساجد الجمهورية، منعًا لاستغلال المنابر كأبواق تخدم كل الأحزاب والتوجهات السياسية، وهو ما ساعد في تحجيم انتشار الأفكار المتطرفة بين الناس.
سعت الأوقاف بعد ذلك إلى تقييد حركة الجماعات المتطرفة بالمساجد؛ ففرضت الرقابة على بيوت الله التي كانت تستغلها جماعة الإخوان المسلمين وغيرها لإطلاق فعالياتهم، والتي من بينها مسجد الاستقامة بالجيزة، والتوحيد بالمطرية.
لم تكتف وزارة الأوقاف بذلك، بل عملت على منع المبيت بالمساجد لغير العاملين بها، ومنع التجمعات بالمساجد بعد انتهاء الصلاة، وضرورة الالتزام بفتح وغلق المساجد حسب التعليمات تزامنا مع مواقيت الصلاة.
واستكمالًا لمشوار الأوقاف في معركة قمع الأفكار المتطرفة، استطاعت الوزارة بعد جهود كبيرة لوزيرها مختار جمعة، قبل قرابة ال 8 أعوام، إصدار قانون لحماية المساجد، والمسمى بقانون الخطابة الجديد، فضلًا عن منح صفة الضبطية القضائية لعدد من مفتشي وزارة الأوقاف لحماية المساجد من المستغلين لها.
ومن المحلية إلى العالمية.. حرصت وزارة الأوقاف المصرية على محاربة الأفكار المتطرفة خارج حدود مصر أيضًا، إنطلاقًا من دور مصر ومكانتها في الحفاظ على صحيح الدين ووسطيته في العالم أجمع، فعملت على ترجمة خطبة الجمعة إلى 9 لغات، إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية.
واقتداءًا بمصر، أكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالسودان حرصها على تطبيق ما تتخذه مصر من قرارات في مجال مكافحة انتشار الأفكار المتطرفة، كتوحيد خطبة الجمعة في كافة مساجدها، وفرض الرقابة عليها كذلك.
جدير بالذكر أن العلاقات المصرية السودانية يشتد وصالها فيما يخص مجال الشؤون الدينية والأوقاف، حيث انتهت قبل أيام الدورة التدريبية الثانية المشتركة بين وزارة الأوقاف المصرية والسودانية، والتي عقدت على مدار أسبوعين بمصر، بمشاركة 16 إمامًا وواعظة من السودان الشقيق، فيما يستعد الوفد المصري إلى التوجه للسودان، استكمالًا لبرنامج الدورة.
ومؤخرًا.. أطلقت وزارة الأوقاف المصرية حملة بناء الوعي، بالمشاركة مع وزارة الشباب والرياضة، والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وذلك بهدف توعية الشباب بخطر بعض القضايا الاجتماعية، والتي من بينها التطرف الفكري والانتحار والتعصب والتشدد.
تسعى الأوقاف من خلال تلك الحملة إلى الوصول لأكبر عدد من الشباب على مستوى الجمهورية بشكل مباشر، والحديث معهم وتوعيتهم، فضلًا عن سماع مشكلاتهم، ليكون لهم مشاركة فعالة في حملة بناء الوعي، فلا يقف دورهم على الاستماع فقط.
جهود الأوقاف لمحاربة التطرف الفكري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. استحداث لجنة للتثقيف الرقمي
لا ينفك الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، عن التنبيه في كل مناسبة على أن المعركة مع التطرف والإرهاب لم تنتهِ بعد، منوهًا دائمًا على أن الجماعات المتطرفه اتخذت من الفراغ الإلكتروني وسيلة لنشر محتواها وبث سمومها الفكرية داخل عقول الناس، وذلك بعد أن قطعت وزارة الأوقاف طريقهم إلى ذلك في الحياة العملية.
أهل الحق لا يعملون إلا في غياب أهل الباطل.. جملة اتخذ منها الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، شعارًا معبرًا عن وجوب تواجد الأوقاف المصرية في كافة المجالات والطرق التي يمكن أن تسلكها الجماعات المتطرفة لتقطع الطريق عليها وتحبط مخططاتها.
ومن ذات المنطلق، وجه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصرية، باستحداث لجنة للتثقيف الرقمي بالوزارة، وذلك بهدف رفع كفاءة جميع العاملين بها أو المنتميين إليها، في مواجهة التطرف الفكري عبر الانترنت.
وترمي الأوقاف خلال الفترة القادمة إلى تدريب الأئمة على حسن استخدام السوشيال ميديا؛ لمحاربة الافكار المتطرفة التي تبث عبر موقع التواصل الاجتماعي وعدم ترك الساحة الالكترونية إلى الجماعات المتطرفة، حيث تهدف الأوقاف إلى مزاحمة الجامعات المتطرفة في الفراغ الإلكتروني، وذلك عن طريق نشر الوسطية وصحيح الإسلام به.