في مثل هذا اليوم.. ماذا فعل محمد عبد الرحمن بعد توليه الحكم الأموي في الأندلس؟
تولى في مثل هذا اليوم أبو عبد الله محمد عبد الرحمن، حكم الدولة الأموية في الأندلس، ليصبح خامس حكام الدولة الأموية، وذلك في 24 سبتمبر من عام 852.
وكانت الدولة الإسلامية الأموية في الأندلس تأسست على يد عبد الرحمن الأموي، بعدما نجح طارق بن زياد في دخول الأندلس برفقة 7 آلاف جندي، وزاد بـ 5 آلاف، هزموا ملك القوط، وبلاد الغال، وظلت ولاية تابعة لبلاد المغرب، حتى سقوط الخلافة الأموية، وملاحقة العباسيين للأمويين، مما جعل عبد الرحمن الأموي، يلجأ إليها، واستقل بها هو وولاتها الأمويين.
فيما توطد مُلك عبد الرحمن في الأندلس وعمل على توحيدها، وشيد المدارس والقصور، وعمل على توحيد صف البلاد، وتقوية الجيش، وتولى بعده ابنه هشام، ثم ابنه الحكم، ثم عبد الرحمن الثاني، وبعدهم عبد الرحمن الثالث، شهدت تلك الفترة، التوسع في التشييد للمباني والمدارس، وإدخال الآلات الحربية الحديثة، وتأمين الحدود ضد الأوروبيين الذين لم يتوقفون في الإغارة على الأندلس طوال فترة حكم المسلمين.
وشهدت تلك الفترة بناء مدينة الزهراء، التي شيدت على 4200 عمود من المرمر، وتغطى سقفها بالذهب، وقصر دار الروضة الذي تكلف أكثر من 7 ملايين دينار، كما تم العمل على إنشاء القنوات لنقل مياه الينابيع من الجبال إلى المدارس والقصور والمدن، وبدأت الآداب والعلوم في النمو والازدهار.
بدايات الفوضى وتولي بني الأحمر حكم الأندلس
ظلت الدولة الأندلسية في تلك المراحل تنمو وتتوسع إلى أن عمت الفوضى في البلاد، وأصبح التنازع بين كل الولاة، وزادت الفتن، والحروب بين الولايات، حتى تحولت من دولة واحدة، إلى ولايات متناثرة، عرف حكامها بملوك الطوائف، وظلت مقسمة إلى ولايات ضعيفة، إلى أن أتى عصر محمد بن الأحمر.
فيما وحد محمد بن الأحمر الصفوف، وعمل على تجميع الأنصار، واستمالة الناس تحت رايته، فأعاد الأندلس إلى ما كانت عليه قبل حكام الطوائف، ليعيد البناء والتشييد فيها، ومما تركه هذا الحاكم الكبير، القصر الشهير المشيد بغرناطة، قصر الحمراء، والذي لا يزال موجودًا حتى يومنا هذا ليشهد على تلك الفترة العظيمة في تاريخ الدولة الأندلسية، لكن بعد فترة حكم بني الأحمر، عادت الانقسامات، وبدأت الحروب مع الفرنج، وظلت الدولة بين فترات قوة وضعف بسبب الانقسامات وطمع الحكام والولاة، إلى أن سقطت في 1492.