طبيب نفسي يوضح أسباب انتشار ظاهرة الانتحار بين طلاب الجامعات
انتشرت خلال الفترة الماضية العديد من حالات الانتحار، والتي أثارت حالة من الجدل في المجتمع المصري، ليكون في الخلف ضحايا يحتاجون الدعم المعنوي والنفسي.
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن الانتحار هو أحد أكبر المشكلات التي يواجهها المجتمع في الفترة الحالية، قائلا: الانتحار هو سلوك بائس يتبعه شخص للإنهاء حياته.
الانتحار مشكلة عالمية
كما أوضح وليد هندي من خلال القاهرة 24، أنه بصفة عامة الانتحار سلوك مضاد للحياة، لأن الله خلق الإنسان متعلق بالحياة ومتمسك بيها، فلذا لا بد أن المنتحر هو فرد يتعرض لمشكلات نفسية وقد تكون جسدية، وتلك هي مشكلة كبيرة تواجه كبرى دول العالم، حيث إن كل 20 ثانية هناك حالة انتحار في العالم، كما أن الانتحار من الأسباب الثالثة الرئيسية للموت من سن 15 إلى 40، والسبب الثاني للوفاة من 15 إلى 19 سنة.
الفئات الأكثر عرضة للانتحار
أضاف الاستشاري النفسي، أن الشباب والمراهقين من سن 15 إلى 25 أكثر عرضة للتعرض لانتحار الاندفاعي، حيث إن الانتحار في سن الشباب هو ثاني سبب للوفاة في العالم.
مجموعة عوامل متشابكة تؤدي إلى الانتحار
أوضح وليد هندي، الأسباب التي تدفع الطلاب إلى الانتحار، حيث إن هناك علامات كثيرة تدل على أن الطالب سينتحر أهمها إهمال النظافة الشخصية، والانسحاب الاجتماعي، وعدم المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والجلوس بعيدًا ومنفردا، والتحدث كثيرا عن الانعزال، والرسائل الغامضة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التهديدات التي يوجهها الطالب أو المراهق أحيانا إلى والديه مثل بكرة هخليكم تتراحوا مني، إلى جانب التفكير في أدوات الانتحار والتحدث عنها، قسوة الوالدين، والإحساس بالنقص.
وليد هنري أضاف أيضا كما أن للقنوات المضادة وجماعات الشر، دور كبير في تخويف الشباب من المستقبل وجذب الشباب إلى نفق مظلم يؤدي بهم في النهاية إلى الانتحار، لذا يجب تنبيه الشباب بخطورة هذه القنوات وتلك الجماعات.
في نفس السياق، أكد الاستشاري النفسي أن التكنولوجيا أيضا لها دور كبير في الانتحار وكذلك الألعاب الإلكترونية مثل حادثة مريم والحوت الأزق قد تودي إلى الانتحار، كما أن الاغتصاب والإدمان لهما دور في الانتحار، حيث إن من 7 إلى 15% من حالات الإدمان يقوموا بإنهاء حياتهم.
روشتة طبيب نفسي للآباء وللجامعات لحماية أبنائهم الطلاب من الانتحار
وجه الاستشاري النفسي، بعض النصائح للآباء لتجنب انتحار أبنائهم، وهي لا بد وجود الوعي لدي الأسر المصرية للحفاظ على أولادهم من حالات الانتحار، كما أنه لا بد من معرفة أسباب الانتحار لتجنبه، والحد من العنف في التعامل مع الأبناء، وغرس القيم الروحية والإيجابية بالشباب، وإعطائهم شعور بالتفاؤل ومساعدتهم على إشباع أوقات الفراغ.
كما أنه لو لاحظ الآباء والأمهات أن الابن في حالة نفسية غير جيدة وعلى مشارف الدخول في مرحلة الاكتئاب عليهم أن يتوجهوا به لطبيب نفسي لكي لا يقدم على أي فعل خطر على حياته.
كما أن للجامعات والمدراس دور كبير في الحفاظ على حياة الطلاب من خلال تنمية الوعي والمشاركة الاجتماعية، وتوفير الفكر الإيجابي وإيصال للطلاب النماذج المشرفة في المجتمع لتكون لهم قدوة، كما أن للندوات التثقيفية دور أيضا في حماية الطلاب.