علماء الدين عن انتحار الأمهات بسبب حرمانهن رؤية أطفالهن: المنتحر مذنب وليس بكافر
في الآونة الأخيرة زادت حالات الانتحار، وكان آخرها واقعة الانتحار التي كانت بسبب تعرض سيدة لأزمة نفسية بعد طلاقها وإصابتها بالاكتئاب، بسبب حرمان طليقها لها برؤية أطفالها، ما دفعها للانتحار من أعلى كوبري أرض اللواء بالعجوزة، ما أدى لإثارة حالة من الجدل بين الناس.
الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، يقول في ذلك الأمر، إن حرمان الأب لأولاده بعدم لقائهم لأمهم بعد الطلاق حرام شرعًا، ولا يجوز وهو شخص آثم، مؤكدًا أن الأولاد دائمًا خارج الخلافات بين الزوجين، ولا يصح إدخالهم طرفًا في الموضوع.
وتابع الأبيدي، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، أن ما فعلته المرأة من انتحار فهو أكثر حرمة وتعد جريمة، مؤكدًا أنه لا يوجد أي اختلاق لأشياء تدعو إلى الانتحار مهما وصل الأمر بها، موضحًا أن المنتحر مذنب وليس بكافر، ومجرم في حق نفسه.
وأضاف إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن قتل الغير جريمة، وقتل الذات حرام، لأنها أمانة من المولى عز وجل سلمها إلينا، ويجب الحفاظ عليها وصونها، موضحًا أنه على المرأة اللجوء إلى كل الطرق القضائية لرؤية أبنائها، فهذا حقها الشرعي.
آمنة نصير: نكل أمر الأم إلى الله
ومن جانبه قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف وعضو مجلس النواب، إنه لا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من رؤية أبنائها، حتى وإن كانت بينها وبينه خلافات وصلت للطلاق، فهذا حقها كما هو حقه، موضحة أنه لا ذنب للأطفال بأن يحرموا من أمهم، فبهذا الشكل فإن الأب يضرهم ولا ينفعهم.
واستكملت نصير حديثها، لـ القاهرة 24، أن فكرة الانتحار التي أصبحت شائعة بهذا الشكل ليس لها أي مبرر، لافتة إلى أنها ليست كافرة، ولكنها ساخطة على قضاء الله، ويجب على المسلم أن يعلم أن الله لن يترك حقه، فالانتحار عبارة عن عدم رضا على قضاء الله، مضيفة أنه يجب أن نكل أمر هذه السيدة إلى الله، مشيرة إلى الرجل الذي منع طليقته من رؤية أبنائها، فإنه قطع صلة الرحم بين الأم وأولادها، وهذه من الكبائر التي تطرد من رحمة المولى عز وجل، وترفضها الشريعة الإسلامية.
وأضافت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف: يجب على الطرفين الحفاظ على فكرة الاحترام المتبادل بينهما بعد الطلاق، لكي ينشأ الأطفال بشكل سوي حتى بعد طلاق والدهما، مستندة لقوله تعالى: “وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ”.
الإفتاء: الانتحار من الكبائر
وفي هذا السياق قالت دار الإفتاء المصرية: “إن الله سبحانه وتعالى يغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء”، لقوله تعالى: “إن الله لا يغفر أن يُشرك به، ويغفر ما دون ذلك”، لافتة إلى أن الانتحار يُعد كبيرة من الكبائر التي يرفضها الدين الإسلامي.
وأضافت الإفتاء أن من انتحر وهو في وعيه، يكون ساخطا على الحياة وعدم رضا بقضاء الله، مضيفة أنه بين يدي الله، فلا أحد يعرف مصيره، فهو في علم الغيب، وعلينا الدعاء له بالمغفرة والرحمة، وأن يتجاوز الله سبحانه وتعالى عن سيئاته.